شقشقية البرقي (١) عن كتاب علل الشرائع (٢) :
والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وأنه ليعلم أن محلي محل القطب من الرحى ينحدر عنه السيل ولا يرتقي إليه الطير ، فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحا وطفقت ارتاي بين أن أصول بيد جذاء أو اصبر على طخية عمياء يشيب فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتي أحجي فصبرت وفي القلب قذى وفي الحلق شجى ، أری تراثي نهباً حتى إذا مضى لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده! فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، فصيرها والله في حوزة خشناء يخشن مسها ويغلظ كلمها ويكثر العتار والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة أنْ عنف بها حرن وإنْ اسلس بها عشق فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض مع هن وهن ؛ فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني منهم!
فيالله وللشوری متى أعترض الريب فِيَّ مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ؛ فمال رجل لضغنه وأصغى آخر لصهره وقام ثالث القوم ناجفاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يهضمون مال الله هضم الإبل نبتة الربيع حتى أجهز عليه عمله وكبت به مطيبته فما راعني إلا والناس إلي تعرف الضبع قد
__________________
(١) أحمد بن أبي عبد الله محمد البرقي ، أبو جعفر ، كان ثقة في نفسه ، يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل ، له كتاب المحاسن وكتاب صوم الأيام وكتاب البلدان والمساحة وغيرها ، توفي سنة ٤ هـ. رجال النجاشي : ٧٦.
() علل الشرائع : ج / ١٥٠.