شقشقية الجلودي (١) عن كتاب معاني الأخبار :
والله لقد تقمصها أخوتيم وأنه ليعلم أن محلي محل القطب من الرحى ينحدر منه السيل ولا يرتقي إليه الطير فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحا ؛ وطفقت ارتأى بين أن اصول بيد جذاء أو اصبر على طخية عمياء يدب فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ويكدح مؤمن حتى يلقى الله ، فرأيت الصبر على هاتين أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أری تراثي نهباً حتى إذا مضى لسبيله عقدها لأخي عدي بعدهُ فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته فصيرها والله في حوزة يخشن مسها ويغلظ كَلمُها ويكثر العثار والاعتذار فصاحبها كراكب الصعبة إنْ عنف بها حرن وأن أسلس بها عسف فمني الناس بتلون واعتراض وبلواي مع هن وهنّي فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبیله جعلها في جماعة زعم أني منهم! فيالله لهم وللشورى متى أعترض الريب فِيَّ مع الأول حتى صرت الآن أقرن بهذه النظائر ؛ فمال رجل بضغنه واصغى آخر لصهره وقام ثالث القوم ناجفاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يهضمون مال الله هضم الإبل نبت الربيع حتى أجهز عليه عمله فما راعنى الا والناس إليَّ كعرف الضبع قد انثالوا عليَّ من كل جانب حتى لقد وطأ الحسنان وشق عطفاي حتى إذا نهضت بالأمر نكثت طائفة وفسقت أخرى ومرق آخرون ؛ كأنهم لم يسمعوا الله تعالى يقول :
__________________
(١) عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي يكنى أبا أحمد من أهل البصرة ، له كتاب المرشد والمسترشد وكتاب المتعة وما جاء في تحليلها وكتاب مجموع قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، توفي سنة هـ. الكنى والألقاب : ج ٢ / ٤.