سعة علم المصنّف وأقوال العلماء فيه :
قال الذهبي : (الطبرانيّ مسند الدّنيا) وقال السيوطي : (مسند الدنيا وأحد فرسان هذا الشأن). وقال ابن عساكر : (أحد الحفّاظ المكثرين والرحّالين). وقال ابن عبد الهادي الحنبليّ : (الإمام العلّامة الحافظ الكبير الثّبت ، مسند الدنيا ... من فرسان هذا الشأن مع الصّدق والأمانة). وقال ابن منده : (أحد الحفّاظ المذكورين).
وقال الحافظ أحمد بن منصور الشيرازي : (وكتبت عن الطبراني في ثلاثمائة ألف حديث ، وهو ثقة ، إلا أنه كتب عن شيخ وكان له أخ فسماه باسمه غلطا). وأجاب عليه الحافظ ابن حجر قال : (ذلك أنه وهم وحدّث بالمغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، وإنما أراد عبد الرحيم أخاه ، فتوهّم أنّ شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد ، واستمرّ على هذا يروي عنه ويسميه أحمد. وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني مصر بعشر سنين أو أكثر) (١).
قال الذهبيّ : (وكان ثقة صدوقا ، واسع الحفظ ، بصيرا بالعلل والرجال والأبواب ، كثير التصانيف). وقال ابن العميد : (ما كنت أظنّ أن في الدنيا حلاوة ألدّ من الرياسة ، والوزارة التي أنا فيها. حتى شهدت مذاكرة سليمان ابن أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابيّ بحضرتي ، فكان الطبرانيّ يغلب الجعابيّ بكثرة حفظه ، وكان الجعابيّ يغلب الطبرانيّ بفطنته وذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه ، فقال الجعابيّ : عندي حديث ليس في الدنيا إلّا عندي ، فقال الطبرانيّ : هاته. فقال : حدّثنا أبو خليفة حدثنا سليمان بن أيّوب ، وحدّث بالحديث. فقال الطبرانيّ : أنا سليمان بن أيوب ، ومتى سمع أبو خليفة فاسمع منّي حتى يعلو إسنادك ، فإنك تروي عن أبي خليفة عني. فخجل الجعابي وغلبه الطبراني.
قال ابن العميد : فوددت في مكاني أن الوزارة والرئاسة ليتها لم تكن لي ، وكنت الطبرانيّ ، وفرحت مثل الفرح الذي فرحه الطبراني لأجل الحديث) (٢).
__________________
(١) لسان الميزان : ج ٣ ص ٧٣.
(٢) المعجم الكبير : ج ٢٥ ص ٣١٢. تحقيق حمدي السّلفي.