تفسيره الكشف والبيان ، ينقل عبارات تفسير الإمام الطبراني بنصّها من غير نسبة ، بل لا أغالي إن قلت إنّ تفسير الكشف والبيان للثعلبي فيه إيجاز لتفسير الطبرانيّ ، أو إسناد لما لم يسنده الطبرانيّ ، أو اختصار لعبارته ، أو نقل حرفيّ لها من غير أن يعزو ذلك إلى تفسير الإمام الطبرانيّ. وهكذا وجدت الأمر بالنسبة للإمام البغويّ في معالم التنزيل. أو ربما نقلوا عمن نقل عنه الإمام الطبراني في تفسيره.
وعلى ما يبدو لي أن هذا التفسير بحقّ بنى كيانه على عطاء سابقيه وأفاد منهم ، وأنضج أفكارهم ، وأسّس لمن يأتي بعده لينهل منه فكرا وفقها ومنهجا ، فيمثل بحقّ نقلة منهجية في مجال علم التفسير على قدر ما أعلم.
وأخيرا ، فإنه على قدر ما أنا مسرور بإخراج هذا الكتاب إلى نور أذهان القراء ، وشعاع أبصارهم ، وإحساس فكرهم ، كم أنا متألّم لتأخّر هذا الكتاب عن متناول أهل الإنصاف ، أو التمكين لإخراجه إلى أبصار طلّاب العلم وقراءاتهم ودراستهم ، ففيه من مجالات البحث الكثير : في اللغة ، والقراءات ، والأفكار ، والأحكام. فالحقّ يقال : إن هذا الإمام قد سبق ، وبارك الله له في عمره ، فعرف محدثا ، وأستطيع أن أقول : إنه اليوم يعرف مفسّرا من المنزلة الأولى من منازل المفسّرين ، وإن تأخر في طبقاتهم.
ورحم الله الإمام أبي القاسم الطبرانيّ وأثابه على ما قدّم ، فالخير كلّ الخير فيمن طال عمره وحسن عمله. اللهمّ لا تحرمنا أجره وبارك يا أكرم الأكرمين.
منهج تحقيق التّفسير والعمل فيه
اعتمدنا في تحقيق التفسير الكبير (تفسير القرآن العظيم للإمام الطبراني) على نسخة واحدة ، تامّة ، بخطّ واضح غالبا ؛ اكتنفه بعض اضطراب قليل جدا ، يكاد لا يذكر ، وللأمانة العلميّة أنوّه لذكره.
وتمّ ضبط بعض الكلمات غير المقروءة بشكل واضح على ما جاء في كتب التفسير أو الحديث ، وقد نوّهنا إلى ذلك في مظانّه ، وأكاد لم أدع منه شيئا إلا نوّهت له ، وبيّنت ذلك في الهامش.