وهاجرت مسكينا ، وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي ، فكنت أخدم إذا نزلوا ، وأحدو إذا ركبوا.
قدم أبو هريرة بعد أن تخطّى الثلاثين من عمره ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حينذاك في غزوة خيبر التي وقعت عام (٧) من الهجرة ، قال ابن سعد : قدم الدوسيّون فيهم أبو هريرة ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بخيبر فكلّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه في أن يشركوا أبا هريرة في الغنيمة ، ففعلوا. ولفقره اتخذ سبيله إلى الصّفّة (موضع مظلّل في مؤخّرة مسجد النبي من الناحية الشمالية). قال أبو الفداء : وأهل الصّفّة أناس فقراء لا منازل لهم ولا عشائر ، ينامون في المسجد ويظلّون فيه. وكانت صفّة المسجد مثواهم ، فنسبوا إليها. وكان إذا تعشّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو منهم طائفة يتعشّون معه ، ويفرّق منهم طائفة على الصحابة ليعشّوهم.
روى مسلم عنه ، قال : كنت رجلا مسكينا أخدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على ملاء بطني. وفي رواية : كنت ألزم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على ملاء بطني. وكان أكولا ، إذا كان يطعم في بيت أحد الصحابة ، كان بعضهم ينفر منه.
وروى البخاري عنه ، قال : أستقرئ الرجل الآية وهي معي ، كي ينقلب بي فيطعمني. وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته. وروى الترمذي عنه : وكنت إذا سألت جعفر عن آية لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله. قال أبو ريّة : ومن أجل هذا كان جعفر في رأي أبي هريرة أفضل الصحابة جميعا ، فقدّمه على أبي بكر وعمرو علي وعثمان وغيرهم من كبار الصحابة.
فقد أخرج الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة : ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب ، بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل من جعفر بن