الشّبليّ في قصّته مع الإمام المقرئ.
وبالجملة فالتدبّر والتفهّم هو الذي يحصل معه الإنابة والخشوع ، وكل خير ، ونقل الباجيّ (١) في «سنن الصّالحين» عن محمد بن كعب القرظيّ (٢) قال : لأن أقرأ في ليلي حتّى أصبح ب «إذا زلزلت» ، وبالقارعة لا أزيد عليهما وأتردّد فيهما وأتفكّر أحبّ إليّ من أن أهذّ القرآن ليلي هذّا ، أو قال : أنثره نثرا (٣) ، ونحوه عن مجاهد (٤) وغيره ، وعن ابن عبّاس قال : «ركعتان مقتصدتان في تفكّر خير من قيام ليلة والقلب ساه (٥). انتهى.
قال ابن أبي جمرة (٦) : والمرغّب فيه التدبّر في القراءة ، وإن قلّت ، وهو خير من كثرة
__________________
(١) القاضي أبو الوليد : هو سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث الباجي ، أصلهم من «بطليوس» ، ثم انتقلوا إلى باجة أعني «باجة» الأندلس ، أخذ بالأندلس عن ابن الأصبغ ، وابن محمد المكي ، وابن شاكر ، وغيرهم ، ورحل سنة ٤٢٦ ، فأقام بالحجاز مع أبي ذر الهروي ثلاثة أعوام ، ثم ارتحل إلى «بغداد» ، فدرس الفقه ، وسمع الحديث ثم دخل «الشام» ثم «الموصل». له مؤلفات عديدة منها : كتاب «السراج في علم الحجاج» ، وكتاب «مسائل الخلاف» ، وكتاب «شرح المدونة» ، وكتاب «المقتبس» من علم مالك ، وكتاب «المهذب في اختصار المدونة» ، وكتاب «اختلاف الموطأ» ، وكتاب «إحكام الفصول في أحكام الوصول» ، وكتاب «المنتقى في شرح الموطأ» ، وهو اختصار لكتاب «الاستيفاء» ، وتوفي سنة ٤٩٤ ه ، وقيل سنة ٤٧٤.
ينظر : «الديباج» ص ١٢٠ وما بعدها ، و «شجرة النور» ص ١٢١.
(٢) محمد بن كعب القرظي المدني ، ثم الكوفي أحد العلماء. قال ابن عون : ما رأيت أحدا أعلم بتأويل القرآن من القرظي. وقال ابن سعد : كان ثقة ورعا كثير الحديث. قيل : مات سنة تسع عشرة ومائة. وقيل : سنة عشرين.
ينظر : «خلاصة تهذيب الكمال» (٢ / ٤٥٢) «تهذيب التهذيب» (٩ / ٤٢٠) ، «تقريب التهذيب» (٢ / ٢٠٣) ، «الكاشف» (٣ / ٩٢) ، «الثقات» (٥ / ٣٥١) ، «طبقات ابن سعد» (٥ / ٣٧٠ ، ٣٧١)
(٣) أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (٣ / ٢١٤ ـ ٢١٥)
(٤) مجاهد بن جبر ، مولى السائب بن أبي السائب ، أبو الحجّاج المكي ، المقرئ ، الإمام ، المفسّر ، روى عن ابن عباس وقرأ عليه. قال مجاهد : عرضت على ابن عباس ثلاثين مرة. روى عن الصحابة. وثقه ابن معين وأبو زرعة. ولد سنة ٢١ ه ، وتوفي ب «مكة» وهو ساجد سنة ١٠٢ ه ، وقيل : غير ذلك.
ينظر : «الخلاصة» (٣ / ١٠) (٦٨٥٤) ، «صفة الصفوة» (٢ / ٢٠٨ ـ ٢١١) ، و «ميزان الاعتدال» (٣ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠)
(٥) ذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» (٨ / ٢٠١) رقم (٢٢٥٤٤) وعزاه لابن أبي الدنيا في «التفكر».
(٦) عبد الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة ، الأزدي ، الأندلسي ، أبو محمد : من العلماء بالحديث ، مالكي. أصله من «الأندلس» ، ووفاته ب «مصر» ، من كتبه «جمع النهاية» اختصر به صحيح البخاري ، ويعرف بمختصر ابن أبي جمرة ، و «بهجة النفوس» في شرح جمع النهاية ، و «المرائي الحسان» في الحديث ، و «الرؤيا».
ينظر : «الأعلام» (٤ / ٨٩) ، «البداية والنهاية» (١٣ / ٣٤٦)