قلت يوما : يا رسول الله ، أيّ الذّنب أعظم؟ قال : «أن تجعل لله ندّا وهو خلقك ، قلت : ثمّ أي قال : أن تقتل ولدك ، خشية أن يطعم معك ؛ قلت : ثمّ أيّ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك» ثمّ قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه (١) الآية والأثام في كلام العرب : العقاب ، وبه فسّر ابن زيد وقتادة هذه الآية.
قال ع (٢) : (يُضاعَفْ) : بالجزم بدل من (يَلْقَ) قال سيبويه : مضاعفة العذاب هو لقي الأثام.
وقوله تعالى : (إِلَّا مَنْ تابَ) : لا خلاف بين العلماء أن الاستثناء عام في الكافر والزاني ، واختلفوا في القاتل ، وقد تقدم بيان ذلك في «سورة النساء».
وقوله سبحانه : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) أي : بأن يجعل أعمالهم بدل معاصيهم الأولى طاعة ؛ قاله ابن عباس (٣) وغيره ، ويحتمل أن يكون ذلك في يوم القيامة ، يجعل بدل السيئات الحسنات تكرّما منه سبحانه وتعالى ؛ كما جاء في «صحيح مسلم» (٤) ، وهو تأويل ابن المسيّب.
ص : والأولى : ويحتمل أن يكون الاستثناء هنا منقطعا ، أي : لكن من تاب
__________________
(١) حديث : «أن تجعل لله ندا وهو خلقك».
أخرجه البخاري (٨ / ١٣) كتاب التفسير : باب قوله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) حديث (٤٤٧٧) ، وفي (٨ / ٣٥٠ ـ ٣٥١). كتاب التفسير : باب والذين تدعون مع الله إلها آخر ، حديث (٤٧٦١) ، وفي (١٠ / ٤٤٨) كتاب الأدب : باب قتل الولد خشية أن يأكل معه ، حديث (٦٠٠١) ، وفي (١٢ / ١١٦) كتاب الحدود : باب إثم الزناة ، حديث (٦٨١١) ، وفي (١٢ / ١٩٤) ، كتاب الديات : باب قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً) ، حديث (٦٨٦١) ، وفي (١٣ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠) كتاب التوحيد : باب قول الله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) ، حديث (٧٥٢٠) ، وفي (١٣ / ٥١٢) ، حديث (٧٥٣٢).
ومسلم (١ / ٩٠ ـ ٩١) كتاب الإيمان : باب كون الشرك أقبح الذنوب ، حديث (١٤١ / ٨٦) ، وأبو داود (١ / ٧٠٥) ، كتاب الطلاق : باب في تعظيم الزنا ، حديث (٢٣١٠) ، والترمذيّ (٥ / ٣٣٦) كتاب التفسير : باب «ومن سورة الفرقان» ، حديث (٣١٨٢) والنسائي (٧ / ٨٩) كتاب تحريم الدم : باب ذكر أعظم الذنب ، حديث (٤٠١٣). وأحمد (١ / ٣٨٠ ، ٤٣١ ، ٤٣٣ ، ٤٦٢ ، ٤٦٤) ، والطيالسي (٣ ، ٤ ـ منحة) وأبو عوانة (١ / ٥٦) ، وأبو نعيم (٤ / ١٤٥) ، والبيهقي (٨ / ١٨) كتاب الجنايات : باب قتل الولدان ، من حديث ابن مسعود.
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٢٢١)
(٣) أخرجه الطبريّ (٩ / ٤١٨) ، برقم (٢٦٥٢٧) بنحوه ، وذكره البغوي (٣ / ٣٧٧) وابن عطية (٤ / ٢٢١) ، والسيوطي (٥ / ١٤٦) ، وعزاه لابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(٤) تقدم تخريجه.