وقوله : (خَطِيئَتِي) ذهب أكثر المفسرين إلى : أنّه أراد كذباته الثلاث ، قوله : هي أختي في شأن سارة ، وقوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) [الصافات : ٨٩]. وقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ) [الأنبياء : ٦٣] ، وقالت فرقة : أراد بالخطيئة اسم الجنس ، فدعا في كل أمره من غير تعيين.
قال ع (١) : وهذا أظهر عندي.
(رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (٩٠) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (٩١) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣) فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (٩٤) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥) قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (٩٦) تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٩٨) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (٩٩) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (١٠٠) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٠٤) كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) (١٠٦)
وقوله : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) : أي حكمة ونبوّة ، ودعاؤه في مثل هذا هو في معنى التثبيت والدوام ، ولسان الصدق : هو الثناء الحسن ، واستغفاره لأبيه في هذه الآية هو قبل أن يتبيّن له أنّه عدوّ لله.
وقوله : (بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) معناه : خالص من الشرك والمعاصي وعلق الدنيا المتروكة ، وإن كانت مباحة ؛ كالمال والبنين ؛ قال سفيان هو الذي يلقى ربّه / وليس في قلبه شيء غيره.
قال ع (٢) : وهذا يقتضي عموم اللفظة ، ولكنّ السليم من الشرك هو الأهمّ ، وقال الجنيد : بقلب [لديغ من خشية الله ، والسليم : اللديغ.
ص : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ) الظاهر أنّه استثناء منقطع ، أي : لكن من أتى الله بقلب] (٣) سليم ، نفعته سلامة قلبه ، انتهى. (وَأُزْلِفَتِ) معناه : قربت ، والغاوون الذين برّزت لهم الجحيم هم : المشركون ، ثم أخبر سبحانه عن حال يوم القيامة من أنّ الأصنام تكبكب في النار ، أي : تلقى كبّة واحدة.
__________________
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٢٣٥)
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٢٣٥)
(٣) سقط في ج.