في النعم على معاصيكم ، والهضيم : معناه اللّيّن الرطب. والطلع الكفرّى. وهو عنقود التمر قبل أن يخرج من الكمّ في أوّل نباته ، فكأنّ الإشارة إلى أنّ طلعها يتم ويرطب ؛ قال ابن عباس : [إذا أينع وبلغ فهو هضيم (١) ، وقال الزجّاج : هو فيما قيل الذي رطبه بغير نوى ، وقال الثعلبيّ : قال ابن عباس] (٢) هضيم : لطيف ما دام في كفرّاه (٣) ، انتهى. وقرأ الجمهور (٤) : «تنحتون» : ـ بكسر الحاء ـ ، و «فرهين» : من الفراهة وهي جودة منظر الشيء وخبرته وقوته.
وقوله : (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) خاطب به جمهور قومه وعنى بالمسرفين : كبراءهم وأعلام الكفر والإضلال فيهم (قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) أي : قد سحرت.
ص : قرأ : الجمهور (٥) : «شرب» ـ بكسر الشين ـ ، أي : نصيب ، وقرأ ابن أبي عبلة : ـ بضم الشين ـ فيهما ، انتهى.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٤) أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (١٦٦) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (١٦٨) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (١٦٩) فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٧٥)
وقوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ) قال [النقاش] (٦) : إنّ في مصحف ابن مسعود وأبيّ وحفصة : «إذ قال لهم لوط» وسقط أخوهم.
وقوله : (إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) القلي : البغض ، فنجاه الله بأن أمره بالرحلة على ما تقدم في قصصهم.
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (٩ / ٤٦٥) برقم (٢٦٧٢١) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٢٣٩) ، والسيوطي (٤ / ١٧١) ، وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه.
(٢) سقط في ج.
(٣) ذكره البغوي (٣ / ٣٩٥)
(٤) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٢٤٠) ، و «البحر المحيط» (٧ / ٣٣) ، و «الدر المصون» (٥ / ٢٨٣)
(٥) ينظر : «البحر المحيط» (٧ / ٣٤)
(٦) سقط في ج.