عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه |
|
فكلّ قرين بالمقارن مقتد (١) |
ماذا تريد من قوم قرنهم الله بنبيّه ، وخصّهم بمشاهدة وحيه ، وقد أثنى الله تعالى على رجل مؤمن من آل فرعون ، كتم إيمانه وأسرّه ، فجعله تعالى في كتابه ، وأثبت ذكره في المصاحف ، لكلام قاله في مجلس من مجالس الكفر ، وأين هو من عمر بن الخطّاب ـ رضي الله عنه ـ ؛ إذ جرّد سيفه بمكّة ، وقال : والله ، لا أعبد الله سرّا بعد اليوم ، قال مقاتل : كان هذا المؤمن ابن عمّ فرعون (٢) ، قال الفخر (٣) : قيل : إنّه كان ابن عمّ لفرعون ، وكان جاريا مجرى وليّ العهد له ، ومجرى صاحب السّرّ له ، وقيل : كان قبطيّا من قوم / فرعون ، وقيل : إنه كان من بني إسرائيل ، والقول الأول أقرب ؛ لأن لفظ الآل يقع على القرابة والعشيرة ، انتهى.
قال الثعلبيّ : قال ابن عبّاس وأكثر العلماء : كان اسمه «حزقيل» (٤) ، وقيل : حزيقال ، وقيل : غير هذا ، انتهى.
وقوله : (يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) قال أبو عبيدة وغيره : (بَعْضُ) هنا بمعنى : «كل» (٥) ، وقال الزّجّاج : هو إلزام الحجّة بأيسر ما في الأمر (٦) ، وليس فيه نفي إصابة الكلّ ، قال* ع (٧) * : ويظهر لي أنّ المعنى : يصبكم القسم الواحد مما يعد به ، [لأنّه* ع* وعدهم إن آمنوا بالنّعيم ، وإن كفروا بالعذاب الأليم ، فإن كان صادقا ، فالعذاب بعض ما وعد به] (٨) ، وقول المؤمن : (يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ) استنزال لهم ووعظ.
وقوله : (فِي الْأَرْضِ) يريد أرض مصر ، وهذه الأقوال تقتضي زوال هيبة فرعون ؛
__________________
(١) البيت ذكره الخطابي في «العزلة» ص : (٦٩).
ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ٥٥٦)
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٥٤) برقم : (٣٠٣٢٣) عن السدي ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٩٦) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٥٥٦) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٧٧)
(٣) ينظر : «الفخر الرازي» (٢٧ / ٥٠)
(٤) ذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٩٦) عن ابن عبّاس ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٦٥٥) ، وعزاه لابن المنذر.
(٥) ذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٩٦) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٥٥٦)
(٦) ذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٥٥٦)
(٧) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٥٥٦)
(٨) سقط في : د.