(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ) أي : فيقال لهم : (أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) وقرأ حمزة وحده : «والسّاعة» (١) ـ بالنصب ـ ؛ عطفا على قوله : (وَعْدَ اللهِ) ، وقرأ ابن مسعود (٢) : «وأنّ السّاعة لا ريب فيها» ، وباقي الآية بيّن.
وقوله سبحانه : (وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا ...) الآية ، حكاية حال يوم القيامة (وَحاقَ) معناه : نزل وأحاط ، وهي مستعملة في المكروه ، وفي قوله : (ما كانُوا) حذف مضاف ، تقديره : جزاء ما كانوا به يستهزئون.
(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(٣٧)
وقوله عزوجل : (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ) معناه : نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا ، و (آياتِ اللهِ) هنا : لفظ جامع لآيات القرآن وللأدلّة التي نصبها الله تعالى ، للنّظر ، (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) أي : لا يطلب منهم مراجعة إلى عمل صالح.
وقوله سبحانه : (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ ...) إلى آخر السورة ـ تحميد لله عزوجل ، وتحقيق لألوهيّته ، وفي ذلك كسر لأمر الأصنام وسائر ما تعبده الكفرة ، و (الْكِبْرِياءُ) : بناء مبالغة.
__________________
(١) وعلى قراءة الباقين فيها ثلاثة أوجه : الابتداء ، وما بعدها من الجملة المنفية خبرها.
«الثاني» : العطف على محل اسم «إن» ؛ لأنه قبل دخولها مرفوع بالابتداء.
«الثالث» : أنه عطف على محل «إن» واسمها معا ، لأن بعضهم ـ كالفارسي والزمخشري ـ يرون : أن ل «إن» واسمها موضعا ، وهو الرفع بالابتداء.
ينظر : «الدر المصون» (٦ / ١٣٢) ، و «السبعة» (٥٩٥) ، و «الحجة» (٦ / ١٧٩) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ٣١٥) ، و «معاني القراءات» (٢ / ٣٧٧) ، و «شرح الطيبة» (٥ / ٢٣٥) ، و «العنوان» (١٧٤) ، و «حجة القراءات» (٦٦٢) ، و «شرح شعلة» (٥٨٢) ، و «إتحاف فضلاء البشر» (٢ / ٤٦٨)
(٢) وينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ٨٩)