الرسالة ، فقالوا له : إن شئت يا عثمان أن تطوف بالبيت فطف به ، فقال : ما كنت لأطوف حتى يطوف به النبي صلىاللهعليهوسلم ثم إنّ بني سعيد بن العاصي حبسوا عثمان على جهة المبرة ، فأبطأ على النبيّ صلىاللهعليهوسلم وكانت الحديبيّة من مكّة على نحو عشرة أميال ، فصرخ صارخ من عسكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قتل عثمان ، فجثا رسول الله صلىاللهعليهوسلم / والمؤمنون ، وقالوا : لا نبرح ـ إن كان هذا ـ حتى نناجز القوم ، ثم دعا الناس إلى البيعة فبايعوه صلىاللهعليهوسلم ولم يتخلّف عنها إلّا الجد بن قيس المنافق ، وجعل النبيّ صلىاللهعليهوسلم يده على يده ، وقال : هذه يد لعثمان (١) ، وهي خير ، ثم جاء عثمان سالما والشجرة سمرة كانت هنالك ذهبت بعد سنين.
وقوله سبحانه : (فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ) قال الطبريّ (٢) ، ومنذر بن سعيد : معناه : من الإيمان وصحّته ، والحبّ في الدين والحرص فيه ، وقرأ الناس : «وأثابهم» (٣) قال هارون : وقد قرأت : «وآتاهم» بالتاء بنقطتين (٤) ، والفتح القريب : خيبر ، والمغانم الكثيرة : فتح خيبر.
وقوله تعالى : (وَعَدَكُمُ اللهُ ...) الآية ، مخاطبة للمؤمنين ، ووعد بجميع المغانم التي أخذها المسلمون ويأخذونها إلى يوم القيامة ؛ قاله مجاهد وغيره (٥).
وقوله : (فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) يريد خيبر ، وقال زيد بن أسلم وابنه : المغانم الكثيرة : خيبر (٦) ، وهذه إشارة إلى البيعة والتّخلّص من أمر قريش ، وقاله ابن عبّاس (٧).
__________________
(١) ورد ذكر البيعة في حديث ابن عمر ، أخرجه البخاري (٦ / ٢٧١) كتاب «فرض الخمس» باب : إذا بعث الإمام رسولا في حاجة أو أمره بالمقام هل يسهم له؟ (٣١٣٠) وأطرافه في (٣٦٩٨ ، ٣٧٠٤ ، ٤٠٦٦ ، ٤٥١٣ ، ٤٥١٤ ، ٤٦٥٠ ، ٧٠٩٥) ، والترمذي (٥ / ٦٢٩) ، كتاب «المناقب» باب : في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه (٣٧٠٦) ، وأحمد (٢ / ١٢٠) ، وأبو يعلى في «مسنده» (٩ / ٤٥٠) (١٨٥ / ٥٥٩٩).
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
(٢) ينظر : «تفسير الطبري» (١١ / ٣٥٠)
(٣) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ١٣٤) ، و «البحر المحيط» (٨ / ٩٦)
(٤) قرأ بها الحسن ونوح القارئ.
ينظر : «مختصر الشواذ» ص : (١٤٢) ، و «البحر المحيط» (٨ / ٩٦)
(٥) أخرجه الطبري (١١ / ٣٥١) برقم : (٣١٥٣٣) ، وذكره ابن عطية (٥ / ١٣٤) ، وابن كثير (٤ / ١٩١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٧٠)
(٦) أخرجه الطبري (١١ / ٣٥١) برقم : (٣١٥٣٤) عن ابن زيد ، وذكره ابن عطية (٥ / ١٣٥)
(٧) أخرجه الطبري (١١ / ٣٥١) برقم (٣١٥٣٧) وذكره ابن عطية (٥ / ١٣٥) ، وابن كثير (٤ / ١٩١)