تفسير سورة الواقعة
وهي مكّيّة بإجماع ممّن يعتدّ بقوله
روي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم / أنّه قال : «من دام على قراءة سورة الواقعة ، لم يفتقر» أو قال : «لم تصبه فاقة أبدا» (١) ، قال* ع (٢) * : لأنّ فيها ذكر القيامة ، وحظوظ الناس في الآخرة ، وفهم ذلك غنى لا فقر معه ، ومن فهمه شغل بالاستعداد.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً)(٧)
قوله سبحانه : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) الآية ، الواقعة : اسم من أسماء القيامة ؛ قاله ابن عبّاس (٣) ، وقال الضّحّاك (٤) : الواقعة : الصيحة ، وهي النفخة في الصور ، و (كاذِبَةٌ) : يحتمل أن يكون مصدرا ، فالمعنى : ليس لها تكذيب ولا ردّ ولا مثنويّة ؛ وهذا قول مجاهد والحسن (٥) ، ويحتمل أن يكون صفة لمقدّر ، كأنّه قال : ليس لوقعتها حال كاذبة.
وقوله سبحانه : (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) قال قتادة وغيره (٦) : يعني القيامة تخفض أقواما إلى النار ، وترفع أقواما إلى الجنة ، وقيل : إنّ بانفطار السموات والأرض والجبال وانهدام هذه
__________________
(١) أخرجه الشجري في «أماليه» (٢ / ٢٣٨) ، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١ / ١١٢) باب : ثواب من قرأ سورة الواقعة (١٥١).
قال ابن الجوزي : قال أحمد بن حنبل : هذا حديث منكر ، وشجاع والسري لا أعرفهما.
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ٢٣٨)
(٣) أخرجه الطبري (١١ / ٦٢٢) برقم : (٣٣٢٤٥) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٣٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢١٥) ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه.
(٤) أخرجه الطبري (١١ / ٦٢٢) برقم : (٣٣٢٤٤) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٣٨)
(٥) أخرجه الطبري (١١ / ٦٢٢) برقم : (٣٣٢٤٦) عن قتادة ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٣٨) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢٨٢)
(٦) أخرجه الطبري (١١ / ٦٢٣) برقم : (٣٣٢٥٠) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٣٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢١٦) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير.