تفسير سورة الحديد
وهي مدنيّة ويشبه صدرها أن يكون مكيّا
روي عن ابن عبّاس (١) : أنّ اسم الله الأعظم هو في ستّ آيات من أول سورة الحديد ، وروي أنّ الدعاء بعد قراءتها مستجاب.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(٦)
قوله عزوجل : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : قال أكثر المفسرين : التسبيح هنا هو التنزيه المعروف في قولهم : سبحان الله ، وهذا عندهم إخبار بصيغة الماضي مضمنه الدوام والاستمرار ، ثم اختلفوا : هل هذا التسبيح حقيقة أو مجاز على معنى أنّ أثر الصنعة فيها تنبّه الرائي على التسبيح؟ قال الزّجّاج (٢) وغيره : والقول بالحقيقة أحسن ، وهذا كله في الجمادات ، وأمّا ما يمكن التسبيح منه فقول واحد : إن تسبيحهم حقيقة.
وقوله تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ) [أي] : [الذي] ليس لوجوده بداية مفتتحة (وَالْآخِرُ) : الدائم الذي ليس له نهاية منقضية ، قال أبو بكر الورّاق : (هُوَ الْأَوَّلُ) : بالأزلية (وَالْآخِرُ) : بالأبديّة.
(وَالظَّاهِرُ) : معناه بالأدلّة ونظر العقول في صنعته.
__________________
(١) ذكره ابن عطية (٥ / ٢٥٦)
(٢) ينظر : «معاني القرآن» (٥ / ١٢١)