تفسير سورة «التّغابن»
وهي مدنيّة وقال آخرون : مكّيّة
إلا من قوله ـ عزوجل ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ) إلى آخر السورة ، فإنه مدنيّ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(٤)
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) أي : في أصل الخلقة (١) ، وهذا يجري مع قول الملك : يا ربّ ، أشقيّ أم سعيد ، الحديث ، وذلك في بطن أمه ، وقيل : الآية تعديد نعم ، فقوله : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ) هذه نعمة الإيجاد ، ثم قال : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ) أي : بهذه النعمة ؛ لجهله بالله ، (وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) بالله ، والإيمان به شكر لنعمته ، فالإشارة على هذا التأويل في الإيمان والكفر ، هي إلى اكتساب العبد ؛ وهذا قول جماعة ، وقيل غير هذا.
وقوله تعالى : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) أي : لم يخلقها عبثا ولا لغير معنى.
وقوله تعالى : (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) هو تعديد نعم ، والمراد الصورة الظاهرة ، وقيل : المراد صورة الإنسان المعنويّة من حيث هو إنسان مدرك عاقل ، والأول أجرى على لغة العرب.
__________________
(١) في د : الحقيقة.