ويجد منها ألوان الطّعام وأنواع] (١) شهواته ، قال ابن عبّاس وأبو هريرة وعمرو بن ميمون : اليقطين : القرع خاصّة (٢) ، وقيل ، كلّ ما لا يقوم على ساق كالبقول والقرع والبطّيخ ونحوه مما يموت ؛ من عامه ، ومشهور اللّغة أنّ اليقطين هو القرع ، فنبت لحم يونس ـ عليهالسلام ـ وصحّ ، وحسن لونه ، لأنّ ورق القرع أنفع شيء لمن تسلّخ جلده ، وهو يجمع خصالا حميدة ، برد الظّلّ [ولين] الملمس ، وأنّ الذّباب لا يقربها ، حكى النقّاش أن ماء ورق القرع إذا رشّ به مكان ، لم يقربه ذباب ، وروي أنّه كان يوما نائما ، فأيبس الله تلك اليقطينة ، وقيل : بعث عليها الأرضة فقطعت ورقها ، فانتبه يونس لحرّ الشمس ، فعزّ عليه شأنها ، وجزع له ؛ فأوحى الله إليه : يا يونس ، جزعت ليبس اليقطينة ، ولم تجزع لإهلاك مائة ألف أو يزيدون تابوا فتبت عليهم.
(وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (١٤٨) فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(١٥٧)
وقوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قال الجمهور : إنّ هذه الرسالة هي رسالته الأولى ذكرها الله في آخر القصص ، وقال قتادة وغيره : هذه رسالة أخرى بعد أن نبذ بالعراء ، وهي إلى أهل «نينوى» من ناحية الموصل (٣) ، وقرأ الجمهور (٤) : «أو يزيدون» فقال ابن عبّاس : «أو» بمعنى «بل» (٥) وروي عنه أنه (٦) قرأ : «بل يزيدون» / وقالت فرقة : «أو» هنا بمعنى الواو ، وقرأ جعفر بن محمّد (٧) : «ويزيدون» وقال المبرّد ، وكثير من
__________________
(١) سقط في : د.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠ / ٥٣٠) برقم : (٢٩٦٢١) عن ابن عبّاس ، وبرقم : (٢٩٦٢٢) عن عمرو بن ميمون ، وبرقم : (٢٩٦٢٥) عن أبي هريرة بلفظ : الشجرة الدّبّاء ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٤٣) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٤٨٧) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٥٤٦) ، وعزاه لابن جرير من طريق ابن قسيط عن أبي هريرة ، ولابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود.
(٣) ذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٤٨٧) عن ابن عبّاس ، وقتادة.
(٤) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٤٨٧) ، و «البحر المحيط» (٧ / ٣٦٠)
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٠ / ٥٣١) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٤٨٧) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢٢)
(٦) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٤٨٧)
(٧) ينظر : «المحتسب» (٢ / ٢٢٦) ، و «المحرر الوجيز» (٤ / ٤٨٧) ، و «البحر المحيط» (٧ / ٣٦٠)