مجاهد : هذا عند الموت (١) ، وقال الحسن : هذا في يوم القيامة (٢) ، قال أبو عبيدة وجماعة من اللغويين : الخسوف والكسوف بمعنى واحد (٣) ، وقال ابن أبي أويس : الكسوف : ذهاب بعض الضوء ، والخسوف : ذهاب جميعه ، وروى عروة وسفيان أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تقولوا كسفت الشمس ، ولكن قولوا : خسفت» (٤) وقرأ ابن مسعود : «وجمع (٥) بين الشمس والقمر» واختلف في معنى الجمع بينهما فقال عطاء : يجمعان فيقذفان في النار (٦) ، وقيل : في البحر فيصيرا نار الله العظمى ، وقيل : يجمع الضّوءان فيذهب بهما ؛ قال الثعلبيّ : وقال علي وابن عبّاس : يجعلان في نور الحجب (٧) ، انتهى.
(يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠) كَلاَّ لا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ)(١٣)
(يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) أي : أين الفرار (كَلَّا لا وَزَرَ) أي : لا ملجأ ، و (الْمُسْتَقَرُّ) موضع الاستقرار.
وقوله تعالى : (يُنَبَّؤُا / الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) [أي] : يعلم بكل ما فعل ، ويجده محصّلا ، وقال ابن عبّاس وابن مسعود : بما قدّم في حياته ، وما أخّر من سنة بعد مماته (٨).
(بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (١٥) لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ)(١٩)
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٢ / ٣٣١) ، رقم : (٣٥٥٦٣) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٤٠٣) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٦٥) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر.
(٢) ذكره ابن عطية (٥ / ٤٠٣)
(٣) ذكره ابن عطية (٥ / ٤٠٣)
(٤) أخرجه مسلم (٢ / ٦٢٥) ، كتاب «الكسوف» باب : ما عرض على النبي صلىاللهعليهوسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار (١٣ / ٩٠٥)
(٥) هكذا في القرطبي (١٩ / ٦٣). وذكر ابن عطية في «المحرر الوجيز» (٥ / ٤٠٣) أنها قراءة ابن أبي عبلة.
(٦) أخرجه الطبري (١٢ / ٣٣٢) ، رقم : (٣٥٥٦٩) ، وذكره البغوي (٤ / ٤٢٢) ، وابن عطية (٥ / ٤٠٣) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٦٥) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر.
(٧) ذكره القرطبي (١٩ / ٦٣) ، وذكره أبو حيان في «البحر المحيط» (٨ / ٣٧٧)
(٨) أخرجه الطبري (١٢ / ٣٣٥) ، رقم : (٣٥٥٩١) ، (٣٥٥٩٢) ، وذكره البغوي (٤ / ٤٢٢) ، وابن عطية (٥ / ٤٠٣) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٦٦) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن ابن مسعود ، وعزاه أيضا لابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس.