تفسير سورة «الانفطار»
وهي مكّيّة بإجماع
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ)(٤)
قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) أي : انشقّت ، (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) أي : تساقطت ، (وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) قيل : فجّر بعضها إلى بعض ، ويحتمل أن يكون تفجّرت من أعاليها ، ويحتمل أن يكون تفجير تفريغ من قيعانها / فيذهب الله ماءها حيث شاء ، وبكل قيل ، وبعثرة القبور : نبشها عن الموتى.
(عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)(٧)
وقوله سبحانه : (عَلِمَتْ نَفْسٌ) هو جواب (إِذَا) و (نَفْسٌ) هنا اسم جنس ، وقال كثير من المفسرين في معنى قوله : (ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) إنها عبارة عن جميع الأعمال من طاعة أو معصية.
(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) روي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قرأها ، فقال : «غرّه جهله» (١) ، فسبحان الله ما أرحمه بعباده ، قال الثعلبيّ : قال أهل الإشارة : إنّما قال :
__________________
(١) قال الزيلعي في «تخريج الأحاديث والآثار» (٤ / ١٦٧) (١٤٦٤) ، وقال : رواه الثعلبي : أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه ـ واسمه الحسين بن محمّد ـ ثنا أبو علي بن حنش المقري ، ثنا أبو القاسم بن الفضل المقري ، ثنا علي بن الحسين المقدمي ، وعلي بن هاشم قالا : ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، ثنا صالح بن مسمار قال : بلغني أن النبي صلىاللهعليهوسلم تلا هذه الآية : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) قال : «غره جهله».
وعن الثعلبي رواه الواحدي في «تفسيره الوسيط» بسنده ومتنه.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام ، في كتاب «فضائل القرآن» حدثنا كثير بن هشام وذكره سواه إلا أنه قال : «غره حلمه» ، والنسخة صحيحة.