تفسير سورة «الفجر»
وهي مكّيّة عند الجمهور ، وقيل : مدنيّة ، والأوّل أصحّ وأشهر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ)(٤)
الفجر هنا عند الجمهور : هو المشهور المعروف الطالع كلّ يوم ، وقال ابن عبّاس وغيره : الفجر الذي أقسم الله به صلاة الصبح ، وقيل غير هذا. [واختلف في الليالي العشر فقيل : العشر الأوّل من رمضان ، وقيل : العشر الأواخر منه ، وقيل : عشر ذي الحجة ، وقيل : غير هذا] (١) والله أعلم بما أراد ، فإن صحّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم شيء في هذا صير إليه ، واختلف في «الشّفع والوتر» ما هما؟ على أقوال كثيرة ، وروى عمران بن حصين عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «هي الصلوات منها الشفع ومنها الوتر» (٢) ، وسري الليل : هو ذهابه وانقراضه ؛ هذا قول الجمهور ، وقيل : المعنى : إذا يسري فيه.
(هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (٦) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) (١٤)
(هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) أي : هل في هذه الأقسام مقنع لذي عقل؟ ثم وقف تعالى على مصارع الأمم الخالية «وعاد» : قبيلة بلا خلاف ، واختلف في : «إرم» فقال
__________________
(١) سقط في : د.
(٢) أخرجه الترمذي (٥ / ٤٤٠) ، كتاب «تفسير القرآن» باب : ومن سورة الفجر (٢٣٤٢) ، وأحمد (٤ / ٤٣٨) ، (٤ / ٤٤٢) ، والطبراني (١٨ / ٢٣٢) ، والحاكم (٢ / ٥٢٢).
قال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث قتادة. وقال الحاكم : هذا حديث صحيح ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي.