تفسير سورة «الزلزلة»
وهي مكّيّة قاله ابن عبّاس وغيره ، وقال قتادة ، ومقاتل : هي مدنيّة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (٤)
[قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ)] قد تقدّم معنى الزلزلة ، والأثقال : الموتى ؛ قاله ابن عبّاس (١) ، وقيل أخرجت موتاها ، وكنوزها ، وقول الإنسان : (ما لَها) هو على معنى التعجّب من هول ما يرى ، قال الجمهور : الإنسان هنا الكافر ، وقيل عامّ في المؤمن والكافر ، وإخبار الأرض قال ابن مسعود وغيره : هي شهادتها بما عمل عليها من عمل صالح وفاسد (٢) ويؤيد هذا التأويل قوله صلىاللهعليهوسلم : «فإنّه لا يسمع مدى صوت المؤذّن إنس ولا جنّ ولا شيء إلّا شهد له يوم القيامة».
* ت* : وخرّج الترمذيّ في «جامعه» عن أبي هريرة قال : «قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) قال : أتدرون ما أخبارها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : فإنّ أخبارها : أن تشهد على كلّ عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، تقول : عمل عليّ يوم كذا ـ كذا ؛ فهذه أخبارها» (٣) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ؛ انتهى ، وكذا رواه أبو بكر بن الخطيب ، وفيه : عمل عليّ في يوم كذا وكذا / وفي يوم كذا وكذا.
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٢ / ٦٥٩) ، (٣٧٧٣٤) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٥١٠) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٥٣٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٤٥) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عبّاس.
(٢) أخرجه الطبري (١٢ / ٦٦٠) ، (٣٧٧٤٠) عن سفيان ، وذكره ابن عطية (٥ / ٥١٠)
(٣) أخرجه الترمذي (٥ / ٤٤٦ ـ ٤٤٧) ، كتاب «التفسير» باب : ومن سورة : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) (٣٣٥٣).
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.