تفسير سورة «قريش»
وهي مكّيّة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(٤)
قريش ، ولد النضر بن كنانة ، والتّقرّش : التّكسّب ، والمعنى أن الله تعالى جعل قريشا يألفون رحلتين في العام ، واحدة في الشتاء وأخرى في الصيف ، قال ابن عبّاس : كانوا يرحلون في الصيف إلى الطائف ؛ حيث الماء والظلّ ويرحلون في الشتاء إلى مكة (١) ، قال الخليل : معنى الآية ؛ لأن فعل الله بقريش هذا ومكنهم من إلفهم هذه النعمة فليعبدوا ربّ هذا البيت.
وقوله تعالى : (مِنْ جُوعٍ) معناه أنّ أهل مكة قاطنون بواد غير ذي زرع عرضة للجوع والجدب ؛ لو لا فضل الله عليهم.
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٢ / ٧٠٣) ، (٣٨٠١٤) ، وذكره البغوي (٤ / ٥٣٠) ، وابن عطية (٥ / ٥٢٥) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٧٨) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عبّاس.