وفي تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) ، قال : «السلام وغيره من البرّ».
وعن الصادقين عليهماالسلام : «إنّ المراد بالتحيّة في الآية السلام».
أقول : الرواية من باب ذكر أحد المصاديق لما تقدّم في الرواية الأولى ، وفي الكافي بإسناده عن السكوني عن الصادق عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : السلام تطوّع ، والردّ فريضة».
أقول : أمّا كون السلام تطوّعا ؛ لأنّه تحيّة وأنّ المجتمع البشري ـ مهما كان حضارته أو تخلّفه ـ لا يخلو من تحيّة يتعارفون بها عند ملاقاة بعضهم مع بعض ، وهي على أقسام وأنواع ، من رفع اليد وضرب الرجل على الأرض أو الإشارة بالرأس أو رفع القلنسوة من الرأس ، أو غيرها من الأمور الّتي تختلف حسب العرف والعادة السائدة في ذلك المجتمع الإنساني ، وجميعها تكشف عن نوع من الخضوع والاحترام للطرف المسلّم عليه. وقرّر الإسلام هذه الطريقة وحبّبها وجعل التحيّة إلقاء السلام الّذي ينبأ عن الأمن بين المتلاقيين ، فإنّ الأمن هو الأساس والركيزة الأولى للمجتمع مهما كان شأنه ورقيّه ، فيأمن بعضهم بعضا في عرضه ونفسه وماله عند التلاقي ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [سورة النور ، الآية : ٢٧] ، وقد فسّر الاستيناس في الروايات بوقع النعل ، وهو تفسير بأحد المصاديق ، وقال تعالى : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً) [سورة النور ، الآية : ٦١].
وأمّا كون الردّ فريضة ، لعلّ الحكمة فيها أنّ العقل والفطرة يحكمان بأنّه لا بدّ من إبراز قبول التحيّة الملقاة على الإنسان وهو يردّها ، ولا تكون إلّا بتحيّة قوليّة مثلها ، والأدلّة الشرعيّة منزلة عليهما.
وفي كشف الغمّة بسنده عن إسحاق بن عمّار قال : «دخلت على