كذلك. وقيل : رقّعوا راياتهم كذلك. وقيل : هي اسم شجرة كانت في موضع الغزوة.
وكيف كان ، تتضمّن الرواية الكيفيّة الخاصّة لصلاة الخوف ، وهي المعروفة بين الإماميّة والموافقة للقواعد العامّة ، كما ذكرنا في كتابنا (مهذب الأحكام).
وعن ابن عباس في تفسيره أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله غزا محاربا ببني أنمار فهزمهم الله تعالى وأحرزوا الذراري والمال ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوآله والمسلمون ولا يرون من العدو واحدا ، فوضعوا أسلحتهم وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله ليقضي حاجته وقد وضع سلاحه ، فجعل بينه وبين أصحابه الوادي ، فإلى أن يفرغ من حاجته وقد درأ الوادي والسماء ترش ، فحال الوادي بين رسول الله صلىاللهعليهوآله وبين أصحابه ، وجلس في ظل شجرة فبصر به غورث بن الحارث المحاربي ، فقال له أصحابه : يا غورث هذا محمد صلىاللهعليهوآله قد انقطع من أصحابه ، فقال : قتلني الله إن لم اقتله ، وانحدر من الجبل ومعه السيف ولم يشعر به رسول الله إلّا وهو قائم على رأسه ومعه السيف قد سلّه من غمده ، وقال : يا محمد من يعصمك منّي الآن ، فقال رسول الله : الله ، فانكب عدوّ الله لوجهه فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخذ سيفه ، وقال : يا غورث من يمنعك منّي الآن؟ قال : لا أحد ، قال : أتشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي عبد الله ورسوله ، قال : لا ، ولكنّي أعهد أن لا أقاتلك أبدا ولا أعين عليك عدوا ، فأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوآله سيفه فقال له غورث : والله ، لأنت خير منّي ، قال صلىاللهعليهوآله : إنّي أحقّ بذلك ، وخرج غورث إلى أصحابه فقالوا : يا غورث لقد رأيناك قائما على رأسه بالسيف فما منعك منه ، قال : الله ، أهويت له بالسيف لأضربه فما أدري من زلّخني بين كتفي فخررت لوجهي وخرّ سيفي وسبقني إليه محمد وأخذه. ولم يلبث الوادي أن سكن فقطع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أصحابه فأخبرهم الخبر وقرأ عليهم : (إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً).
أقول : ذكر صاحب المجمع الرواية عن أبي حمزة الثمالي في تفسيره.