منها : ما أخرجه أحمد عن أبي هريرة قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الخنزير ويمحو الصليب ، وتجمع له الصلاة ، ويعطى المال حتّى لا يقبل ، ويضع الخراج ، وينزل الروحاء فيحجّ منها أو يعتمر أو يجمعهما».
وأشكل على هذا القول بأنّه تخصيص لعموم الآية الشريفة بالإحياء عند نزول عيسى عليهالسلام بلا دليل ، بل هو خلاف ظاهر الآية الشريفة الدالّ على إيمان جميعهم ، وأمّا الأخبار الّتي استدلّ بها على هذا المعنى فإنّها لم ترد مفسّرة للآية المباركة.
ولكن يمكن الجواب عن ذلك بأنّ الأخبار هذه بمجموعها يمكن الاستدلال بها ، لا سيما بعد ما ورد في بعضها من استشهاد أبي هريرة على ذلك بالآية الكريمة ، فلا يمكن الإعراض عنها.
وقد استشكل بعضهم على هذا المعنى أيضا بأنّه مبني على القول بأنّ عيسى عليهالسلام لم يمت وأنّه رفع الى السماء قبل وفاته.
وردّ : بأنّه لا نصّ عليه في القرآن حتّى يكون قرينة له.
ولكن المناقشة بضميمة روايات صحاح متعدّدة دالّة على أنّ عيسى عليهالسلام لم يمت وأنّه رفع عن العذاب ، لا تبقي مجالا لهذا الإشكال.
وقيل : إنّ الضمير الأوّل (به) يرجع الى الله تعالى ـ وهو خلاف ظاهر الآية الشريفة ، بل بعيد عن سياقها كما هو واضح.
القول الثالث : إنّ الضمير الأوّل (به) يرجع الى محمّد صلىاللهعليهوآله. وهو بعيد جدا ، فإنّه لم يجر ذكره صلىاللهعليهوآله قبل ذلك حتّى يعود إليه الضمير. نعم ورد ذلك في بعض الروايات ولكنّه ليس من باب التفسير ، بل هو من ذكر بعض المصاديق كما هو شائع في الروايات الّتي وردت في بيان الآيات الشريفة.
والحقّ هو رجوع الضمير الثاني «موته» إلى عيسى عليهالسلام ، فتدل الآية المباركة على حياته عليهالسلام وإيمانهم جميعا به قبل موته عليهالسلام ، وإن كان إيمان بعضهم اختياريا وهم الموجودون عند نزوله ، وإيمان بعضهم الآخر اضطراريا وهم الّذين