بحث روائي
في تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) أنّه نزل في رسول الله صلىاللهعليهوآله وأوصيائه المعصومين ، فأقرّوا برسول الله صلىاللهعليهوآله وأنكروا أمير المؤمنين عليهالسلام (وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) أي : ينالوا خيرا.
أقول : هذه الرواية وأمثالها كلّها من باب الجري والتطبيق وبيان أكمل المصاديق.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) يعني في نقضهم ميثاقهم.
أقول : الميثاق هو العهد المؤكّد ، وقد أخذ الله تعالى منهم ذلك لأجل إكمال الحجّة عليهم ؛ لأنّهم كانوا كثيرا ينقضون العهود ، فأكّده سبحانه وتعالى بالميثاق ، ومع ذلك نقضوه بكفرهم بآيات الله وقتل الأنبياء فحلّ عليهم العذاب.
وفي تفسير علي بن إبراهيم أيضا في قوله تعالى : (وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) قال : «هؤلاء لم يقتلوا الأنبياء وإنّما قتلهم أجدادهم وأجداد أجدادهم فرضوا هؤلاء بذلك ، فألزمهم الله القتل بفعل أجدادهم ، فكذلك من رضي بفعل فقد لزمه وإن لم يفعله والدليل على ذلك أيضا قوله تعالى في سورة البقرة : (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ، فهؤلاء لم يقتلوهم ولكنّهم رضوا بفعل آبائهم فلزمهم قتلهم.
أقول : لعلّ قوله صلىاللهعليهوآله : «من رضي بفعل قوم حشر معهم» مأخوذ من هذه الآيات الشريفة ، وتقتضيه القاعدة أيضا ؛ لأنّه نوع من التأييد وأنّ العقل يحكم بأنّ تأييد الظلم ظلم وقبيح ، فإنّ نفس المقدمات الّتي كانت موجودة في نفس الفاعل وبها حصل الفعل من العلم ، والاختيار ، ورفع الموانع والغرض المزعوم ، كلّها