بحوث المقام
بحث أدبي
خيرا في قوله تعالى : (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره : افعلوا أو نحوه. وذهب الفراء الى أنّه نعت لمصدر محذوف ، أي : إيمانا خيرا لكم ، فيكون صفة مؤكّدة لا للتبيين حتّى يستلزم أن يكون الإيمان منقسما الى خير وغيره ، مضافا إلى أنّه لا اعتبار بمفهوم الصفة ، بل لا مفهوم لها أصلا.
وقيل : إنّه خبر كان مضمرة ، والتقدير : يكن الإيمان خيرا لكم. وضعّف بأن (كان) لا تحذف مع اسمها دون خبرها إلّا في مواضع معدودة.
وجملة : «ألقاها الى مريم» إمّا حال من الضمير المجرور في «كلمته» ، بتقدير : قد ، والعامل فيها معنى الإضافة.
وقيل : حال من ضميرها عليهماالسلام المستكن في ما دلّ عليه (وكلمته) من معنى المشتق الّذي هو العمل فيها.
وقيل : حال من فاعل (كان) مقدّرة مع إذ المتعلّقة بالكلمة ، والتقدير : إذ كان ألقاها الى مريم.
و (من) في قوله تعالى : (وَرُوحٌ مِنْهُ) متعلّقة بمحذوف صفة لروح ، وهي لابتداء الغاية كما عرفت.
وقوله تعالى : (أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ) حرف الجر المقدّر إمّا (عن) ، أو (من) ، والجملة دالّة على الاستمرار بما يقتضي وظيفة العبوديّة.
وإفراد فعل (يستنكف) وما عطف عليه في قوله تعالى : (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ) مراعاة للفظ (من).
وأمّا الجمع في (فَسَيَحْشُرُهُمْ) ، فإنّه مراعاة لمعناه من صيغ العموم ،