الحادي عشر : يدلّ قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ) على أنّ الحقيقة الّتي لا بدّ أن يذعن بها الناس هي الإيمان بالله والاعتصام به لطاعته والعمل بأحكامه الشرعيّة ، وهو الخير الّذي أمرنا عزوجل بابتغائه ، وغير ذلك باطل ولا يجدي نفعا. ولعلّ ذكر الآية المباركة في ختام هذه السورة لكونها جامعة لجميع الحقائق الموجودة فيها.
الثاني عشر : يدلّ قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) أنّه عند اليهود ثاني اثنين ، كما في قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) [سورة التوبة ، الآية : ٣٠] ، وذلك لاشتراكهما في الشرك في الجملة.
الثالث عشر : قد تكرّر كثيرا في هذه السورة مادة [خ ي ر] ، وكان الغالب في ذلك الآيات المباركة الأخيرة ، ولعلّ الوجه في ذلك أنّ هذه السورة تشتمل على كثير من الأحكام الشرعيّة ـ وهي متفرّدة من هذه الجهة ـ ولا شكّ أنّ الأحكام هي خير للبشرية ، ولأجل ذلك كرّرت الكلمة فيها. أو لأجل المعارف المذكورة فيها ، ولا شكّ أنّها خير ، أي خير أسمى منها!
أو لأنّ غالب آياتها في العقائد الموصلة الى الحقّ ـ كما في الآيات المتقدّمة وغيرها ـ والكاشفة عن الحقيقة والواقع ، وذلك هو المصداق الحقيقي للخير. والله العالم.
بحث روائي
في المجمع للطبرسي سمّي عيسى المسيح ؛ لأنّه ممسوح البدن من الأدناس والآثام كما روي عن النبي صلىاللهعليهوآله.
أقول : المراد من الأدناس جميع أقسامها ـ الظاهريّة ـ كالجنايات ، والباطنيّة وسائر الصفات الرديئة من الجهل ، والحرص ، والشره والأخلاق الذميمة.
كما أنّ المراد من الآثام مطلقها ، سواء أكانت من الأفعال الّتي توجب البعد