بحث المقام
بحث دلالي
تدلّ الآيتان الشريفتان على أنّ إرث الكلالة مطلقا مشروط بانتفاء الوالدين والأولاد مطلقا ، فيستفاد منهما أنّهم من الطبقة الثانية ، كما أنّ الوالدين والأولاد من الطبقة الاولى ، وقد دلّت الأخبار الواردة من المعصومين عليهمالسلام على أنّ الأجداد يشاركون الإخوة والأخوات فيكونون من الطبقة الثانية أيضا ، وقد ذكرنا جملة منها في كتاب الإرث من (مهذب الأحكام).
كما أنّ الأخبار دلّت على أنّ إرث الأعمام والأخوال مشروط بانتفاء الإخوة والأجداد ، فعلم من ذلك أنّهم من أهل الطبقة الثالثة ، على التفصيل المذكور في الكتب الفقهيّة.
وأنّ الآيتين الشريفتين تدلّان على تفصيل توريث كلالة الأبوين أو الأب خاصّة على الإطلاق ، حيث لم تشترط فقد الإخوة من كلالة الام.
والكلالة : هي القرابة غير الوالد والولد كما تدلّ عليه الآية المباركة والسنّة الشريفة وآية الكلالة مذكورة في هذه السورة المباركة في موضعين ، وفي كلتيهما يبيّن عزوجل معنى الكلالة بأحسن بيان ، ففي قوله تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ) بيان لمعنى الكلالة ، فيستفاد منه أنّ الكلالة ليست في عمود النسب.
وفي كلمة «هلك» والتعبير به دون مات أو توفي أو أمثالهما ، إشارة لطيفة بأنّ من لا ولد له فهو هالك.
وفي الآية الشريفة قرينة على أنّ المراد بالكلالة المتقرّب بالأبوين أو الأب فقط ، فتدبّر فيها وفي ما مرّ من آية الكلالة.