وتروح عشاء وهي ممتلئة الأجواف. والخميصة هي ثوب خز أو من صوف معلّم ، وكانت من لباس الناس قديما.
بحث دلالي
يستفاد من الآيات الشريفة امور :
الأوّل : يدلّ قوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) على اصول المحرّمات في اللحوم ، وهي هذه الأربعة وقد جمعت جميع الوجوه الّتي يمكن تصويرها في هذا النوع من المأكولات.
أمّا الأوّل : فلأن التغذّي به يوجب فساد المزاج ويجلب الضرر ، كما أثبته العلوم الحديثة.
والثاني : فإنّه ممّا يستقذره الطبع الإنساني ، مضافا الى أنّ التغذّي عليه يفسد المزاج ويؤثّر على النفس والبدن.
والثالث : فإنّه مضافا الى كونه يفسد المزاج وممّا يؤثر على النفس والبدن ، يستقذره الطبع المعتدل.
والرابع : فإنّه خلاف الفطرة المستقيمة الّتي ترشد الإنسان الى التوحيد ونبذ الأنداد ، ولأنّ فيه تشويش الفكر الإنساني الداعي الى الاستقامة ، ففيه الضرر المعنوي ، كجلب الشقاء للنفس كما ثبت ذلك في علم النفس.
وقد جمعت هذه الأربعة الأصول الّتي يمكن أن يكون كلّ واحد منها سببا للمنع والتحريم في غيرها أيضا ، وهي الضرر بقسميه البدني والمعنوي واستقذار الطبع ونفرته ، والتأثير النفسي الموجب لخروج الإنسان عن الفطرة المستقيمة وتخبّطه في الأمور.
ويعتبر الإسلام من أعظم الأديان السماويّة الّتي تراعي تلك الأمور بدقّة في جميع ما يطعمه الإنسان ، وقد تقدّم في تحريم الخمر بعض الكلام أيضا ، فيشترط في