خصال : على الشهادتين ، والقرينتين ، قيل له : أما الشهادتان فقد عرفناهما ، فما القرينتان؟ قال : الصلاة ، والزكاة ، فإنّه لا تقبل إحداهما إلّا بالأخرى ، والصيام وحجّ بيت الله من استطاع إليه سبيلا ، وختم ذلك بالولاية ، فأنزل الله عزوجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)».
أقول : الروايات الواردة بهذا المعنى من أنّ الإسلام بني على الخمس كما في الرواية فوق حدّ التواتر ـ لو صحّ التعبير ـ وقد جعل لها صاحب الوسائل بابا في مقدّمة العبادة من كتابه الشريف ، والسرّ في هذا الاهتمام من قبل الشرع للولاية فإنّها كالحياة لأصول التكاليف والشعائر الّتي قوام الدين بها ، وهي بدونها مجرّد هيكل وقصب ، ولم يتمحض في القلب حتّى تكون بها الحركة والسير الى الله تعالى.
وفي الدرّ المنثور عن ابن عباس قال : «ولد نبيكم يوم الاثنين ، ونبئ يوم الاثنين ، وخرج من مكّة يوم الاثنين ، ودخل المدينة يوم الاثنين ، وفتح مكة يوم الاثنين ، ونزلت سورة المائدة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) يوم الاثنين ، وتوفي يوم الاثنين».
أقول : لو صحّ الخبر لكان من خصائصه صلىاللهعليهوآله ، ولعلّه الى ذلك أشارت ابنة أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض خطبها : «آه من يوم الاثنين» ، أي المصائب الّتي حلّت بالأمة من بعد وفاته صلىاللهعليهوآله ، وفي بعض التواريخ أنّ واقعة الطفّ كانت يوم الاثنين أيضا.
القسم الرابع : من الروايات الواردة في تفسير الآيات المباركة هي ما عن علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، قال : «هو رخصة للمضطر أن يأكل الميتة والدم ولحم الخنزير والمخمصة الجوع».
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ) قال : «يقول غير متعمّد لإثم».
أقول : المخمصة وإن كانت هي المجاعة ، ولكن تستعمل في كلّ شدّة