(يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (٥))
بعد أن ذكر سبحانه وتعالى بعض المحرّمات من الطعام واستثنى منها ما كان محلّلا على الإجمال ، يذكر عزوجل في هذه الآيات الشريفة بعض ما يحلّ أكله ، وهي الطيبات بأجمعها ، سواء أكانت من اللحوم أم غيرها ، وخصّ بالذكر منها ما اصطاده الإنسان بواسطة الحيوان المعلّم الّذي تعلّم على الصيد ، وطعام أهل الكتاب ، وأحلّ المحصنات من نسائهم للمؤمنين ؛ دفعا لما قد يتوهّم من الحرمة في ذلك ، فإنّ نفوس المؤمنين لا تطيب في طعامهم ولا في مناكحتهم بعد ما أمر عزوجل من الابتعاد عنهم ونهى عن ولايتهم ومعاشرتهم ومخالطتهم ، فتحدّد هذه الآية المباركة نوع العلاقة الّتي يجب على المؤمنين أن يتبعونها معهم ، وتزيل الشكّ عن نفوسهم.
وتبيّن الآية الشريفة بأنّ دين الإسلام دين التآلف والرحمة ، وينهى عن النفرة والمخادعة ، وقد أوعد عزوجل كلّ من لم يتبع الإيمان ويكفر بما شرّعه الله تعالى.