الله وحذّرهم نقمته ، فقالوا : ما تخوّفنا يا محمد ، نحن والله أبناء الله وأحباؤه ، كقول النصارى ، فأنزل الله تعالى فيهم الآية».
أقول : الرواية من باب التطبيق ، لأنّها تشمل كلّ من ادّعى المنزلة عند الله تعالى ، ولم يقنت له جلّ شأنه ، وتعدّى حدوده تعالى وأحكامه ، فهو يعذّبه سواء كان من اليهود أو النصارى أو المجوس ، فالمدار على التقرّب على الإيمان والعمل الصالح ، كما أنّ المناط في العذاب على الكفر والعمل السيء.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) ، قال : «يعني بالنور النبيّ صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين والأئمة عليهمالسلام».
أقول : لأنّ بهم أخرجنا الله تعالى من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والمعرفة ، وأنّ الأئمة المعصومين كالعلل المبقية للعلّة الأصليّة ، كما تقدّم مكرّرا.
بحث عرفاني :
ورد لفظ النور في الكتب السماويّة كثيرا ، لا سيما في القرآن الكريم باختلاف متعلّقه وإضافته ، فتارة : أضيف إلى نفسه الأقدس ، قال جلّ شأنه : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) [سورة النور ، الآية : ٣٥] ، وقوله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) [سورة التوبة ، الآية : ٣٢] ، وقوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) [سورة النور ، الآية : ٤٠] ، وفي الدعاء المأثور : «أنت نور السموات والأرض».
واخرى : أضيف إلى خلقه ، مثل قوله تعالى محكيا عن أحوال المؤمنين في يوم الحساب : (نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) [سورة التحريم ، الآية : ٨].
وقال تعالى : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) [سورة البقرة ، الآية : ١٧].
وثالثة : إلى الكتب النازلة من عنده عزوجل على رسله الكرام ، كما قال جلّ