شأنه : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٤] ، وقال تعالى : (وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٦] ، وقال تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) [سورة التغابن ، الآية : ٨] ، وهو القرآن الكريم.
ورابعة : أضيف إلى الرسل والأنبياء ، قال تعالى في وصف نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) [سورة الأحزاب ، الآية : ٤٥ ـ ٤٦] ، بل اطلق على خلفائه المعصومين عليهمالسلام ، كما في الروايات.
وخامسة : أضيف إلى الدين النازل من السماء ، قال تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) [سورة الأحزاب ، الآية : ٤٣] ، والجامع بين هذه الأقسام هو الحقّ ، فيدور مداره.
وسادسة : اختصّ النور بغير هذا العالم ، أي : عالم البرزخ والقيامة ، قال تعالى : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [سورة الزمر ، الآية : ٦٩] ، وقال تعالى : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة التحريم ، الآية : ٨].
ويمكن أن يقال : إنّ جميع تلك الأقسام يرجع إليه سبحانه وتعالى ، لما اختصّ به من إشراق الجلال وسبحات العظم التي تضمحلّ دونها كلّ شيء ، وإنّ سائر الأنوار بارقة ورشحة من ذلك النور العظيم ـ كما في بعض الدعوات المأثورة ـ ولولاه لكانت الظلمة فاشية ومستقرّة. نعم للإضافة أثرها الخاصّ يحصل من الاستعداد والأهليّة أو القابلية ، وإنّ الاختلاف فيه حصل منها وبها.
حقيقة النور :
تقدّم في أحد مباحثنا السابقة أنّ كثيرا من حقائق الأشياء ـ خصوصا