وقيل : الجملة مستأنفة لا محلّ لها من الإعراب. وقيل : خبر مبتدأ محذوف راجع إلى القوم. وذكر (بعد) للتنبيه على معرفة مواضع الحقّ وتحريفه. و (شيئا) في قوله تعالى : (فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً) ، مفعول به ل (تملك) ، وقيل : إنّه مفعول مطلق. وتنكير (خزي) في قوله تعالى (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) للتفخيم ، وهو مبتدأ و (لَهُمْ) خبره ، و (فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) متعلّق بما يتعلّق به الخبر من الاستقرار. وقوله تعالى : (وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ) ، الواو للحال وجملة : (عندهم التوراة) مبتدأ وخبر ، وجملة : (فيها حكم الله) حال من التوراة. و (حكم) مرفوع على الفاعليّة بالجارّ والمجرور ، أي : كائنا فيها حكم الله ، وقيل غير ذلك. وجملة : (فِيها هُدىً وَنُورٌ) اسميّة (فيها) خبر مقدّم و (هدى) مبتدأ ، والجملة حال من التوراة ، وكذا جملة : «يحكم بها النبيّون». وقوله تعالى : (الَّذِينَ أَسْلَمُوا) صفة أجريت على النبيّين على سبيل المدح.
واستشكل بعضهم بأنّ المدح إنّما يتحقّق بالصفات الخاصّة التي يتميّز بها الممدوح ، والإسلام أمر عامّ. ويردّ بأنّ الإسلام على درجات ، فما اختصّ به النبيّون غير ما هو الموجود عند غيرهم ، مضافا إلى أنّ الصفة قد تذكر لتعظيم نفسها ، وأنّ المتّصف بها عظيم الشأن والقدر. ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم.
وأما قوله تعالى : (وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ ...) ، فالمعروف أنّه على النصب عطفا على النفس. وقرئ (العين) ، وما عطف عليها بالرفع باعتبار أنّها جمل معطوفة على جملة : (أَنَّ النَّفْسَ) من حيث اللفظ ، وقيل غير ذلك من الوجوه المذكورة في الكتب المفصّلة.
والنفس إن أريد منها الإنسان بعينه فهو مذكر ، ولذا يقال : ثلاثة أنفس ، على معنى ثلاثة أشخاص. وإن أريد بها الروح ، فهي مؤنّثة لا غير وتصغيرها على (نفيسة).
وأما العين بمعنى الجارحة المخصوصة ، فهي مؤنّثة ، وأشكل على إطلاق هذا القول ، والاذن مثلها. والأنف مذكّر والسنّ مؤنّثة ولا تذكّر. والقاعدة المعروفة في