وفيه التأكيد الشديد على التقوى ، والتنبيه على أنّها الغرض من تشريع تلك التوجيهات الربوبيّة والأحكام التربويّة.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ).
تحذير عن المخالفة والإعراض عن الطاعة ، فإنّ الله تعالى عالم بالخفايا وما خطرت على قلوبكم فكيف بأعمالكم ، فيجازيكم حسب أعمالكم ويحاسبكم بما استقرّت في نفوسكم من النوايا السيّئة.
قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).
تأكيد لما سبق وبيان لقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) ، فذكر أوّلا جزاء المؤمنين الذي عملوا الصالحات ، وهي التي تصلح أمر العباد في معاشهم ومعادهم ممّا شرعه الله تعالى من الأحكام والإرشادات ، ومنها ما تقدّم في الآية السابقة من العدل والتقوى اللذين هما أساس كلّ تكليف وروح العمل الصالح ، كما عرفت آنفا.
وإنّما قدّم جزاء المؤمنين اهتماما بشأنهم وتعظيما لأجرهم ، كما أنّه تعالى ذكر الإيمان والعمل كليهما ، لبيان أنّ أحدهما غير كاف للفوز بالمغفرة الإلهيّة ونيل الجزاء العظيم ، كما دلّت عليه آيات عديدة في مواضع متفرّقة ، بل لم يذكر عزوجل في القرآن الكريم الإيمان إلّا مقرونا بالعمل الصالح ، للدلالة على ذلك.
وعن بعض المفسّرين أنّ المراد من الإيمان هنا هو الحاصل بالبيعة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وبالعمل الصالح البيعة مع علي عليهالسلام ، وهذا تفسير بالمصداق الكامل ، لأنّ العمل الصالح أعمّ ممّا ذكر ، وأنّ المراد من الإيمان هو الإيمان بالله العظيم ، وإن استلزم ذلك الإيمان بنبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله وسائر الأنبياء والأوصياء.
قوله تعالى : (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ).
بيان لما وعد به عزوجل لهم ، وهي جملة مستأنفة تدلّ على أهميّة الموعود والتأكيد عليه. وهذا الأسلوب أبلغ من تعلّق الوعد بالموعود ، كما في قوله تعالى :