واللام في قوله تعالى : (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ) ، موطئة للقسم المحذوف.
و (قرضا) في قوله تعالى : (قَرْضاً حَسَناً) ، يحتمل المصدر ومفعول مطلق.
وقوله تعالى : (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) ، قيل : إنّه دال على جواب الشرط المحذوف وساد مسدّه معنى ، وقيل : إنّه جوابه ، وقيل : إنّه جواب للقسم لما تقرّر في محلّه أنّه إذا اجتمع شرط وقسم ، أجيب السابق منهما إلّا أن يتقدمه ذو خبر ، والكلّ صحيح لا يضر بالمعنى.
وقرأ بعضهم (قسيّة) في قوله تعالى : (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) ، وهي إما مبالغة قاسية ، لكونه على وزن فعيل ، أو بمعنى ردية من قولهم (درهم قسي) إذا كان مغشوشا. وقيل : إنّ قسي غير عربي بل معرب ، ولكنّه ليس بشيء.
ويشمل قوله تعالى : (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) ، على الإطناب غير المخلّ بالفصاحة ، إيماء إلى أنّهم على دين النصرانيّة بزعمهم ، ولكنّهم على خلافها لعدم العمل بموجبها.
والضمير في «بينهم» في قوله تعالى : (فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ) ، إما راجع إلى النصارى ، أو إلى اليهود والنصارى ، ولا ضير في ذلك ، فإنّه تعالى قد أخبر في غير هذا الموضع أنّهم على خلاف وعداوة بينهم.
بحث دلالي :
تدلّ الآيات الشريفة على شدّة العناية بأهل الإيمان وكمال العطف والرحمة بالمؤمنين ، فقد ذكّرهم عزوجل بالنعمة لإدامة الطاعة بالشكر ، وبيّن عطفه عليهم أن صرف عنهم ما أراده الكفار من السوء لشخص الرسول الكريم الذي هو واسطة الفيض وبه حييت قلوب المؤمنين ، فكانت حياتهم متعلّقة بحياته.
وترشد الآية الشريفة إلى أهمّ أمر في هذا الدين المبين ، وهو شدّة المخالطة بين الرسول صلىاللهعليهوآله والمؤمنين ، فكأنّهم مجموعون في شخص واحد وأعضاء جسد