الدينا والآخرة ، وقد أخذ العهد المؤكّد منهم على ذلك.
والمراد من تحريم المحرّمات ، التخلية عن الرذائل مطلقا ، كما أنّ المراد من الطهارة ، الأعمّ من الظاهريّة والمعنويّة ، وبها تتحقّق التحلية ، والمراد من الولاية المفروضة على العباد ، الطريق الصحيح الواقعي الذي يوصل سالكه إلى الحقيقة ويبعّده عن السبل الفاسدة ، ولم يتمكن أحد من بيانه إلّا من كان مرتبطا بالوحي ارتباطا كاملا ، وينحصر ذلك في نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله ، ثمّ خلفائه المعصومين عليهمالسلام ، لما أودع عندهم من معالم الدين وأسرار الشرع المبين ، ولذلك كان أخذ الولاية لعلي عليهالسلام فرضا عقليّا لبقاء الدين وعلّة مبقية له ، ولا ينافيه الامتنان كما تقدّم مكرّرا. وقريب من هذه الرواية غيرها.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في تفسير الآية المباركة قال : «لما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله الميثاق عليهم بالولاية ، قالوا : سمعنا وأطعنا ، نقضوا ميثاقه».
أقول : المراد من الميثاق العهد المؤكّد ، ونقضوا ذلك كما نقض غيرهم من الأمم السالفة التي أغواهم الشيطان ، فحلّت بهم البلايا والمحن.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) ، يعني : «أهل مكّة من قبل أن يفتحها ، فكفّ أيديهم بالصلح يوم الحديبية».
أقول : الرواية من باب التطبيق وذكر بعض المصاديق.
وفي الدلائل للبيهقي بإسناده عن جابر بن عبد الله : «انّ النبيّ صلىاللهعليهوآله نزل منزلا فتفرّق الناس في العضاة يستظلّون تحتها ، فعلق صلىاللهعليهوآله سلاحه بشجرة ، فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه فسلّه ثمّ أقبل على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال : من يمنعك مني؟ فقال صلىاللهعليهوآله : الله. قال الأعرابي مرّتين أو ثلاثا : من يمنعك مني؟ والنبيّ يقول : الله ، فشام الأعرابي السيف فدعا النبي صلىاللهعليهوآله أصحابه فأخبرهم بصنيع الأعرابي ، وهو جالس إلى جنبه».