معروضة في هذا النص الشريف باعتبارها عطاء من الله ، جعلا من الله يمثل الدور الايجابي والتكريمي من رب العالمين للانسان وعرض الصيغة الرباعية نفسها من زاوية اخرى. عرضها بوصفها وبنحو ارتباطها مع الانسان بما هي أمير يتقبله الانسان. عرضها من زاوية تقبل الانسان لهذه الخلافة وذلك في قوله سبحانه وتعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً)(١) الامانة هي الوجه التقبلي للخلافة ، والخلافة هي الوجه الفاعلي والعطائي للامانة ، الامانة والخلافة عبارة عن الاستخلاف والاستئمان وتحمل الأعباء ، عبارة عن الصيغة الرباعية هذه الصيغة الرباعية تارة نلحظها من زاوية ربطها بالفاعل وهو الله سبحانه وتعالى ، يأتي قوله (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) واخرى نلحظها من زاوية القابل كما يقول الفلاسفة ، من ناحية دور الانسان في تقبل هذه الخلافة وتحمل هذه الأمانة ، يأتي قوله سبحانه وتعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ ...) وهذه الامانة التي تقبلها الانسان وتحملها الإنسان عرضت
__________________
(١) سورة الاحزاب : الآية (٧٢).