وتعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ. وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ)(١) يريد ان يقول بان الانسان اذا لم ينفذ بعملية التغيير الى قلبه ، الى اعماق روحه ، اذا لم يبن نفسه بناء صالحا لا يمكنه ابدا ان يطرح الكلمات الصالحة ، الكلمات الصالحة انما يمكن ان تتحول الى بناء صالح في المجتمع اذا نبعت عن قلب يعمر بتلك القيم التي تدل عليها تلك الكلمات ، والا فتبقى الكلمات مجرد الفاظ جوفاء دون ان يكون لها مضمون ومحتوى.
فمسألة القلب هي التي تعطي للكلمات معناها ، للشعارات ابعادها ولعملية البناء الخارجي اهدافها ومسارها.
الى هنا عرفنا ان الاساس في حركة التاريخ هو المحتوى الداخلي للانسان ، وهذا المحتوى الداخلي للانسان يشكل القاعدة. الآن نتساءل :
ما هو الأساس في هذا المحتوى الداخلي نفسه؟ ما هي
__________________
(١) سورة البقرة الآية ٢٠٥.