المجتمع يرد على دعوة الانبياء ويقول باننا وجدنا آباءنا على هذه السنة ، وجدنا آباءنا على هذه الطريقة ونحن متمسكون بمثلهم الاعلى ، سيطرة الواقع على اذهانهم وتغلغل الحس في طموحاتهم بلغ الى درجة تحول هذا الإنسان من خلالها الى انسان حسي لا الى انسان مفكر ، الى انسان يكون ابن يومه دائما ، ابن واقعه دائما لا أبا يومه ولا أبا واقعه ، ولهذا لا يستطيع ان يرتفع على هذا الواقع.
استمعوا الى القرآن الكريم وهو يقول : (قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)(١).
(قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا ، أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)(٢). (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ)(٣) ، (أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)(٤) ،(قالَتْ رُسُلُهُمْ
__________________
(١) سورة البقرة الآية (١٧٠).
(٢) سورة المائدة الآية (١٠٤).
(٣) سورة يونس الآية (٧٨).
(٤) سورة هود الآية (٦٢).