سواد الكوفة. وقيل : بحران ولكن أباه نقله إلى أرض بابل وهي أرض نمروذ الجبار. وإبراهيم عليهالسلام تعترف بفضله جميع الطوائف قديما ، وحديثا فأما اليهود والنصارى فإنهم مقرون بفضله ويتشرفون بالنسبة إليه وأنهم من أولاده وأما العرب في الجاهلية فإنهم أيضا يعترفون بفضله ويتشرفون على غيرهم به لأنهم من أولاده ، ومن ساكني حرمه وخدام بيته ، ولما جاء الإسلام زاده الله شرفا وفضلا فحكى الله تعالى عن إبراهيم أمورا توجب على المشركين والنصارى واليهود قبول قول محمد صلىاللهعليهوسلم ، والاعتراف بدينه والانقياد لشرعه لأن ما أوجبه الله على إبراهيم عليهالسلام هو من خصائص دين محمد صلىاللهعليهوسلم وفي ذلك حجة على اليهود والنصارى ومشركي العرب في وجوب الانقياد لمحمد صلىاللهعليهوسلم والإيمان به وتصديقه. وأصل الابتلاء الامتحان والاختبار ليعرف حال الإنسان وسمي التكليف بلاء لأنه يشق على الأبدان. وقيل : ليختبر به حال الإنسان فإذا قيل : ابتلى فلان بكذا يتضمن أمرين : أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من أمره. والثاني ظهور جودته ورداءته وابتلاء الله العباد ليس ليعلم أحوالهم ، والوقوف على ما يجهل منها لأنه عالم بجميع المعلومات التي لا نهاية لها على سبيل التفصيل من الأزل إلى الأبد. ولكن ليعلم العباد أحوالهم من ظهور جودة ورداءة وعلى هذا ينزل قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ). واختلفوا في تلك الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم عليهالسلام قال ابن عباس : هي ثلاثون سماهن شرائع الإسلام لم يبتل بها أحد فأقامها كلها إلا إبراهيم فكتب الله له البراءة فقال : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) ومعنى هذا الكلام إنه لم يبتل أحد قبل إبراهيم فأما بعده فقد أتى الأنبياء بجميع ما أمروا به من الدين خصوصا ، نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم فقد أتى بجميع ما أمر به ، وهي عشرة مذكورة في سورة براءة في قوله : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ) الآية وعشرة في سورة الأحزاب في قوله : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) الآية وعشرة في سورة المؤمنون في قوله : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) الآيات وهي مذكورة أيضا في سورة سأل سائل. وعن ابن عباس أيضا قال : ابتلاه الله بعشرة أشياء هن الفطرة خمس في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وخمس في الجسد تقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة والختان والاستنجاء بالماء (ق). عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الفطرة خمس ، وفي رواية خمس من الفطرة الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط» (م) عن عائشة قالت قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك والاستنشاق بالماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء». يعني الاستنجاء قال مصعب : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. قال وكيع : انتقاص الماء يعني الاستنجاء قال العلماء : الفطرة السنة. وقيل : الملة وقيل : الطريقة وهذه الأشياء المذكورة في الحديث وأنها من الفطرة قيل كانت على إبراهيم عليهالسلام فرضا وهي لنا سنة واتفقت العلماء على أنها من الملة وأما معانيها فقد قيل : أما قص الشارب وإعفاء اللحية فمخالفة للأعاجم فإنهم كانوا يقصون لحاهم ، أو يوفرون شواربهم أو يوفرونهما معا ، وذلك عكس الجمال والنظافة وأما السواك والمضمضة والاستنشاق فلتنظيف الفم ، والأنف من الطعام والقلح والوسخ ، وأما قص الأظفار فللجمال ، والزينة فإنها إذا طالت قبح منظرها ، واحتوى الوسخ فيها وأما غسل البراجم وهي العقد التي في ظهور الأصابع فإنه يجتمع فيها الوسخ ويشين المنظر ، وأما حلق العانة ونتف الإبط فللتنظف عما يجتمع من الوسخ في الشعر وأما الاستنجاء ، فلتنظيف ذلك المحل عن الأذى وأما الختان فلتنظيف القلفة ، عما يجتمع فيها من البول. واختلف العلماء في وجوبه فذهب الشافعي إلى أن الختان واجب لأنه تنكشف له العورة ، ولا يباح ذلك إلا في الواجب وذهب غيره إلى أنه سنّة. وأول من ختن إبراهيم عليهالسلام ولم يختتن أحد قبله (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اختتن إبراهيم بالقدوم» يروى القدوم بالتخفيف والتشديد ، فمن خفف ذهب إلى أنه اسم للآلة التي يقطع بها ومن شدد قال : إنه اسم موضع. عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : «كان