سورة الحجرات
(مدنية وهي ثمان عشرة آية وثلاثمائة وثلاث وأربعون كلمة وألف وأربعمائة وستة وسبعون حرفا).
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١))
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) من التقديم أي لا ينبغي لكم أن يصدر منكم تقديم أصلا. وقيل : لا تقدموا فعلا بين يدي الله ورسوله. والمعنى : لا تقدموا بين يدي أمر الله ورسوله ولا نهيهما. وقيل : لا تجعلوا لأنفسكم تقدما عند النبي صلىاللهعليهوسلم وفيه إشارة إلى احترام رسول الله صلىاللهعليهوسلم والانقياد لأوامره ونواهيه والمعنى : لا تعجلوا بقول أو فعل قبل أن يقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم أو قبل أن يفعله. وقيل : لا تقولوا بخلاف الكتاب والسنة واختلفوا في معنى الآية فروي عن جابر أنه في الذبح يوم الأضحى أي : لا تذبحوا قبل أن يذبح النبي صلىاللهعليهوسلم وذلك أن أناسا ذبحوا قبل النبي صلىاللهعليهوسلم فأمروا أن يعيدوا الذبح. (ق) عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء» زاد الترمذي في أوله : قال خطبنا النبي صلىاللهعليهوسلم يوم النحر وذكر الحديث.
وروي عن عائشة أنه في النهي عن صوم يوم الشك أي لا تصوموا قبل نبيكم عن عمار بن ياسر قال : «من صام في اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلىاللهعليهوسلم» أخرجه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح. وقيل في سبب نزول هذه الآية : ما روي عن عبد الله بن الزبير أنه قدم وفد من بني تميم على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد بن زرارة. وقال عمر : بل أمر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي. وقال عمر : ما أردت خلافك ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) حتى انقضت زاد في رواية فما كان عمر يسمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد هذه حتى يستفهمه أخرجه البخاري. وقيل : نزلت الآية في ناس كانوا يقولون : لو نزل في كذا أو صنع كذا وكذا ، فكره الله ذلك وقيل في معنى الآية لا تفتئتوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه. وقيل في القتال وشرائع الدين : لا تقضوا أمرا من دون الله ورسوله (وَاتَّقُوا اللهَ) أي في تضييع حقه بمخالفة أمره (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) أي لأقوالكم (عَلِيمٌ) أي بأفعالكم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢))