سورة يس
مكية وهي ثلاث وثمانون آية وسبعمائة وتسع وعشرون كلمة وثلاثة آلاف حرف. عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات» أخرجه الترمذي ، وقال حديث غريب وفي إسناده شيخ مجهول. وعن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «اقرءوا على موتاكم يس» أخرجه أبو داود وغيره.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (٦))
قول عزوجل : (يس) قال ابن عباس : هو قسم ، وعنه أن معناه يا إنسان بلغة طيئ يعني محمدا صلىاللهعليهوسلم ، وقيل يا سيد البشر وقيل هو اسم للقرآن (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) أي ذي الحكمة لأنه دليل ناطق بالحكمة وهو قسم وجوابه (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) أي أقسم بالقرآن أن محمدا صلىاللهعليهوسلم لمن المرسلين وهو رد على الكفار حيث قالوا لست مرسلا (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) معناه وإنك على صراط مستقيم ، وقيل معناه إنك لمن المرسلين الذين هم على طريقة مستقيمة (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) يعني القرآن تنزيل العزيز في ملكه الرحيم بخلقه (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) يعني لم تنذر آباؤهم لأن قريشا لم يأتهم نبي قبل محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقيل معناه لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم من العذاب (فَهُمْ غافِلُونَ) أي عما يراد بهم من الإيمان والرشد.
(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٧) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (٩) وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١))
(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ) أي وجب العذاب. (عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) فيه إشارة إلى إرادة الله تعالى السابقة فيهم فهم لا يؤمنون لما سبق لهم من القدر بذلك.
قوله عزوجل : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً) نزلت في أبي جهل وصاحبيه المخزوميين وذلك أن أبا جهل حلف لئن رأى محمدا صلىاللهعليهوسلم يصلي ليرضخن رأسه بالحجارة فأتاه وهو يصلي ومعه حجر ليدمغه به فلما رفعه انثنت يده إلى عنقه ولزق الحجر ، بيده فلما رجع إلى أصحابه وأخبرهم بما رأى سقط الحجر فقال له رجل من