نَشاءُ) فإن قلت فما معنى قوله (حَيْثُ نَشاءُ) وهل يتبوأ أحدهم مكان غيره.
قلت يكون لكل واحد منهم جنة لا توصف سعة وحسنا وزيادة على الحاجة فيتبوأ من جنته حيث يشاء ولا يحتاج إلى غيره وقيل إن أمة محمد صلىاللهعليهوسلم يدخلون الجنة قبل الأمم فينزلون فيها حيث شاؤوا ثم تنزل الأمم بعدهم فيما فضل منها قال الله عزوجل : (فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) أي ثواب المطيعين في الدنيا الجنة في العقبى (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) أي محدقين محيطين بحافته وجوانبه (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) وقيل هذا تسبيح تلذذ لا تسبيح تعبد لأن التكليف يزول في ذلك اليوم (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِ) بين أهل الجنة وأهل النار بالعدل (وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) أي يقول أهل الجنة شكرا حين تمّ وعد الله لهم ، وقيل ابتدأ الله ذكر الخلق بالحمد في قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) وختم بالحمد في آخر الأمر وهو استقرار الفريقين في منازلهم فنبه بذلك على تحميده في بداءة كل أمر وخاتمته والله تعالى أعلم بمراده وأسرار كتابه.