ان شكل النبات وتركيبه وما يدور في أوراق الأشجار من عملية (التمثيل الكلوروفيلي) وهي عملية حيوية مهمة تقوم بها النبات ، ووجود المعامل المتنوعة والعديدة التي تمثلها النباتات والتي تزود الانسان ، والحيوانات بما يناسب من الغذاء الضروري للحياة أمور تدل على مدى النظام والمحاسبة السائدة في عالم النبات.
ونحن هنا نشير الى نقطتين مهمتين من بين عشرات النقاط الهامة في عالم النبات :
١ / قانون الوراثة في عالم النبات الذي يبقي على سلالة النباتات على مر الدهور والعصور دون أن تخطيء وأن تعطي بذرة ثمرة معينة ، نوعاً آخر من الثمر ، وذلك عن طريق الجينات (أي وحدات الوراثة).
ان الجينات هذه تحفظ التصميم وسجل السلف والخواص التي لكل شيء حي ، وهي تتحكم تفصيلا في الجذور والجذع والورق والزهر والشمر لكل نبات تماماً كما تقرر الشكل ، والقشر والشعر والأجنحة لكلّ حيوان بما فيه الانسان.
ان جوزة البلوط تسقط على الأرض فتحفظها قشرتها السمراء الجامدة ، وتتدحرج في حفرة ما في من الأرض ، وفي الربيع تستيقظ الجرثومة فتنفجر القشرة ، ويزود بالطعام من اللب الشبيه بالبيضة الذي اختفت فيه (الجينات) وهي تمد الجذور في الأرض ، واذا بك ترى فرخاً أو شتلة (شجيرة). وبعد سنوات شجرة ، وان الجرثومة بما فيها من (جينات) قد تضاعفت ملايين الملايين ، فصنعت الجذع والقشرة وكل ورقة وكل ثمرة مماثلة لتلك التي لشجرة البلوط التي تولدت عنها ، وفي خلال مئات السنين قد بقى في ثمار البلوط التي لا تحصى نفس ترتيب الذرات تماماً الذي انتج أول شجرة بلوط منذ ملايين السنين (١).
__________________
(١) العلم يدعو للايمان ص ١٤٩.