ومكافحة آثاره السلبية.
لقد كان من المستحيل الفصل والتفكيك بين طريقة السلوك وطريقة التفكير الان بين العمل والفكر رابطة العلية والمعلولية فما يفكر به المرء ينعكس على عمله ومايعمله ويصر عليه يؤثر في فكره.
صحيح أن من الأفكار مالا تأثير له على السلوك المعلومات الرياضية والجغرافية مثلا بيد أن هناك من الافكار ما تستحوذ على وجود الإنسان بأسره ، وتصبغ سلو كه وتحدد اتجاهه في الحياة وذلك مثل معرفة الله والايمان بوجوده فان هذه المعرفة ليست مجرد أفكار خاوية معزولة عن واقع الحياة لاشأن لها بالسلوك ولا تأثير لها في الأخلاق والعمل ، بل هي معرفة تجر وراءها أفكارة ومعارف اخرى تؤدي بالانسان الى اتخاذ موقف معين في الحياة.
فمن يعتقد بوجود الله تعالی سیجره هذا الاعتقاد حتما الى الاعتقاد بأنه سبحانه خالق حكیم وقادر عليم خلق الحياة والكون لهدف ، وأوجد الانسان الغاية وحكمة ، فلابد انه طلب منه شيئا وأراد منه تكاليف وهكذا في ضوء هذه الأفكار المتلاحقة المترابطة ينتهي المرء الى أن يغير اسلوبه في الحياة وينحو منحى يناسب تلك المعارف وتمليه عليه تلك الأفكار وهكذا الحال في العمل فانه يعمق هذا الايمان ويزيد من قوته في النفس فاذا ترك الانسان العمل بمقتضی ایمانه ، ضمر ذلك الايمان في وجوده ، واختفى شيئا فشيئا.
وقد أشار القرآن الكريم الى هذه العلاقة بين الايمان والعمل حيث قال سبحانه : (واليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (١ فاطر).
وليس المقصود من الكلم الطيب هو كلمة لااله الا الله بماهي ألفاظ وحروف بل المراد هو الاعتقاد القلبي والايمان الواقعي في قلب الموحد الذي تناط به سعادة الانسان وليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها القرآن لفظة