الكلم والكلمة للايمانا لقلبي والعقيدة التوحيدية فان لذلك نظير كقوله سبحانه : (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) (ابراهیم ـ ٢٥). كما أن المراد من الصعود هو تقريب الموحد بهذه العقيدة من الله سبحانه قربا معنويا لامكانيا.
ثم أن القرآن أشار الى أن العمل الصالح الذي هو ثمرة هذا الاعتقاد يوجب رسوخ هذه العقيدة في القلب والتصعيد من قوتها في قرارة الضمير وهذا هو ما عبر عنه بقوله سبحانه : (والعمل الصالح يرفعه) أي أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب الذي هو الايمان والعقيدة التوحيدية.
ان وزان «العقيدة والعمل الصالح) وزان الجذور والسيقان في الشجرة فكما أن تقوية الجذور مؤثرة في قرة السيقان وكمال الشجرة وجودة ثمرتها فكذلك تهذيب السيقان ورعايتها بقطع الزوائد عنها وتشذيبها وتعرضها لنور الشمس مؤثرة في قوة الجذورة. أنها علاقة تبادلية بين العمل والعقيدة كالعلاقة التبادلية بين الجذور والسيقان.
أجل ذلك هو الحال بالنسبة إلى تأثير الإيمان في العمل وهكذا الحال بالنسبة إلى تأثير العمل في الاعتقاد فان الذي ينطلق في ميدان الشهوة بلاقيد ويمضي في اشباع غرائزه الى أبعد الحدود يستحيل عليه أن يبقى محافظة على أفكاره واعتقاداته الدينية وقيمه الروحية.
انه كلما ازاد توغلا في المفاسد ازداد بعدا عن قيم الدين لانها تمنعه عن المضي في سبيله والتمادي في عصيانه ، وهكذا يتحرر عن تلك المعتقدات شیئا فشيئا وينسلخ منها ، وينبذها وراءه ظهرية.
وقد أشارت النصوص الدينية إلى هذه الحقيقة أيضا حيث قال سبحانه :