الطبيب عبد اللطيف أحد أطباء صلاح الدين الأيوبى ، وفساد نظريته حول وجود ثقوب فى الحجاب الحاجز بالقلب ، وصححها ابن النفيس الذى بين أنها خيال محض وصوبها باكتشافه الدورة الدموية الصغيرة ، وأخطاء إقليدس وبطليموس الزاعمة أن العين ترى بتسليط نورها على المرئيات ، بالتصويب العبقرى لعالم البصريات الحسن بن الهيثم الذى وضع نظريات وقوانين عديدة فى عالم البصريات مقدما لأوروبا نظرية تكاد تكون متكاملة حول الأشعة ، بما فى ذلك الأسس التى يقوم عليها استخدام العدسات والمجاهر وجميع أنواع المرايا وآلة التصوير بالتعتيم الشمسى وكشافات الضوء الكهربية وغير ذلك.
إن انجازات علماء العرب من أطباء وكيميائيين ورياضيين وفلكيين ومخترعاتهم الفنية هطلت على أوروبا كالغيث على الأرض الميتة فأحياها قرونا ، وخصبها من نواح متعددة .. لقد قدموا البواعث التى أشعلت الشرارة الأولى لإطلاق البحث العلمى الذى كان منذ القرن التاسع الميلادى مشلولا يكاد يموت خنقا ، وذلك بسبب عدم السماحة الكنسية ، والملاحقة والمنع والتحريم الذى فاق كل حد.
وها هو ذا «إدلهرد» يأسى على ما يسود وطنه من جو خانق ، بعد عودته من السعة والحرية السائدتين فى عالم الفكر العربى .. فيطلق من أعماقه زفرات ، أطلقها بعده بمائة عام خلفه روجر ، لكنه أيضا وإن كان الأخير قد شدوا وثاقه شدا ، فكرا وجسدا : «إننا إن تهاونا وقصرنا فى تفهم أسرار هذا الكون الرائعة ، وجماله وجلاله البديع الحكيم ، ونحن نعيش فيه ، فإننا نستحق كل الاستحقاق أن نطرد منه طردا ؛ لأننا نكون أشبه بالضيف الجاهل حرمة البيت وكرامته ، الذى أحله إياه المضيف لقد أتيح لى أن أتعلم شيئا من الأساتذة العرب الحكماء