الأستاذ أحمد فراج :
لا بد وأن يكون القاع قريبا فى هذه الحالة.
الدكتور زغلول النجار :
حتى لو كان القاع عميقا ، فإن هذا القاع يرتفع إلى أعلى بتجمع الصهارة الصخرية فوقه بالتدريج ، فالبراكين الثائرة فوق قيعان المحيطات أو البحار عبارة عن مخاريط عظمى ترتفع جدرها إلى كيلومتر حتى ثلاثة كيلومترات من قاع المحيط ، ومتوسط عمق المحيطات حوالى أربعة كيلومترات تقريبا (٧٢٩ ر ٣ متر) ، وتصل أحيانا أعماق المحيطات إلى ١١ كيلومترا (٠٣٣ ر ١١).
الأستاذ أحمد فراج :
هل هذه البراكين التى تندفع عبر الصدوع ، هى التى ترتفع إلى قرب سطح الماء ، فإذا صعدت فوق سطح الماء فإنها تكون الجزر البركانية؟
الدكتور زغلول النجار :
نعم ، الجزر البركانية تبنى كلها من هذه الصهارة الصخرية المندفعة عبر صدوع قيعان البحار والمحيطات ، والتى تظل تتجمع حتى تبرز من الماء ، والجزر الموجودة فى المحيطات كلها جزر بركانية ، أما الجزر الرسوبية أى التى تتكون من تجمع الفتات الصخرى فلا تتكون إلا فى البحار الضحلة أو فى مجارى الأنهار.
نرجع إلى قضية (البحر المسجور) فأقول : إن العرب عند ما سمعوا هذا القسم قالوا ربما يكون هذا فى الآخرة استنادا إلى قول الحق تبارك وتعالى فى سورة التكوير (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) لكن صياغة الأفعال فى صدر سورة التكوير كله فى المستقبل والإشارة فيها إلى الآخرة ، أما القسم فى مطلع سورة الطور كله بأمور واقعة فى الزمن الحاضر.