وهذه الآية وقف أمامها المفسرون طويلا.
بعد إمكانية التصوير من الفضاء لمياه البحار عن طريق الأقمار الصناعية بمركبة الفضاء وعن طريق الطائرات ، فوجدوا أن الماء فى البحر الواحد مختلف ، بقعا متجاورة مع بعضها ذات مساحات كبيرة من الماء ، ولكن عند ما أخذوا هذه المياه وقاموا بتحليلها وجدوا أن لها صفات طبيعية مختلفة وكائنات كيميائية مختلفة وأنماط حياة مختلفة وأنواع روسبيات مختلفة ، فهى بقع متجاورة مع بعضها البعض ولكن لا تختلط ولا تمتزج امتزاجا كاملا أبدا. كل بيئة لها أنماط لحياة ، توفر بيئات متعددة للكائنات. كيف يتجاور الماء دون أن يختلط اختلاطا كاملا؟ نجد أن الماء به كم من الأملاح تتأين ، والتأين هو تفكك الجزئيات إلى مكوناتها إلى ذراتها الحاملة للشحنات إما موجبة أو سالبة ، تقف الشحنات هذه على حواف قدر من الماء للتنافر مع شحنات متشابهة من الماء المجاور ، وتجعل من هذا الحاجز الذى لا يرى ، مانعا حقيقيّا يحول دون اختلاط الماء أو امتزاجه امتزاجا كاملا ، وتجعل البيئة مغلقة على ما فيها من أنماط الحياة وما يترسب بها من روسبيات ، بل إن العلماء وجدوا أن مياه البحار تتمايز رأسيّا أيضا ليس أفقيّا فقط.
الأستاذ أحمد فراج :
هذا مثل الآية الثانية (جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً).
الدكتور زغلول النجار :
نعم.
الأستاذ أحمد فراج :
وجعل بين البحرين حاجزا ، يعنى أن الماء المتجاور يختلف كأن هناك حاجزا فعلا.
الدكتور زغلول النجار :
نعم. فإذا أخذنا قليلا من الماء عند خط الاستواء ، وجدنا فيه كل المياه الموائمة للمناطق